السؤال:
قرأت أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال لأهل مشورته -حين أتعبه أهل الكوفة الذين كلما أرسل لهم واليًا كرهوه-: "ما تقولون في تولية ضعيف مسلم أو قوي فاجر؟ فقال له المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-: المسلم الضعيف إسلامه له، وضعفه عليك وعلى رعيتك، وأما القوي الفاجر ففجوره عليه وقوته لك ولرعيتك".
وقد سُئِل السلف الصالح، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل: "مَن نولِّي قيادة جيوشنا: الكفء الفاجر، أم الضعيف التقي؟ قال: أما الكفء الفاجر؛ فخيره للأمة وفجوره لنفسه، وأما الضعيف التقي فخيره لنفسه وضعفه ضرر على الأمة".
وبناءً على ذلك فإن القوي الفاجر أفضل وأصلح لقيادة الدفة مِن الضعيف التقي، وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يشكو ذلك كله لما وجده في الناس، وقال: "اللهم إني أشكو إليك عجز التقي وفُجر القوي"، فهل هذه الأقوال ثابتة وصحيحة؟ وهل تنطبق على الأحداث الجارية الآن أم لا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فتختلف الأمور باختلاف أحوال الناس والبلاد، ومدى المخاطر التي تتهددها، ولا شك أن بلادنا وأمتنا في هذه المرحلة تحتاج إلى قوي، ولكنها لا تحتمل أن يكون فاجرًا في ظل هذه الفتنة، وإنما يُتخير أي النقص يمكن احتماله، وأي التجاوز يمكن تمريره بيْن ما هو متاح، وليس مع ما هو مطلق أو مثالي!
صوت السلف www.salafvoice.com