شبهات حول "داعش" ومعاوية -رضي الله عنه- وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وجوابها
السؤال:
أرجو يا شيخنا الفاضل ألا تقسو على الشيعة؛ لأن الأمة في حاجة للوحدة، ولا تلتفت للسفهاء منهم؛ لأن أغلب مراجعهم أفتوا باحترام رموز السُّنة، وانظر إلى العراق وسورية، فالشيعة هم الذين يتصدون لـ"داعش" بينما السنة يسلمونهم المعسكرات! كما أنصحك ألا تتولى "ابن تيمية"؛ لأن الأمة أجمعتْ على ضلاله ونصبه! وأنه لا ينجو مَن اتبعه ولم يتبرأ من تجسيديته الواضحة التي تؤدي إلى الإلحاد، وترضيه عن معاوية؛ لأن الشباب الآن بدأ يتحرر مِن سطوة السلفية التي لم تخرج لنا إلا الأفاعي، وأنا لا أستطيع أن أومن بإله يرضى عن موبقات معاوية التي لا تُحصى، والأدهى أن السلفية أعرف الناس بأفعاله. وأرجو أن تتفضل بقبول نصيحتي والرد على رسالتي.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فكأنك لا تعيش الواقع، فـ"داعش صنيعة الشيعة".
و"ابن تيمية" إمام مجتهد لم يقل أحدٌ منصف مِن أهل العلم بضلاله ولا نصبه، بل هو يتولى أهل البيت كما يتولى الصحابة، وينصر القول بأن إجماع أهل البيت حجة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ؛ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا؟) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، ونحن نقول بقوله وهو لم يقل قط لا ينجو إلا مَن اتبعه، ولا يقول بالتجسيد! بل يثبت الصفات على ما يليق بجلال الله -تعالى- وبكيفية لا نعلمها مع نفي التمثيل والتعطيل.
أما الترضي عن معاوية -رضي الله عنه-؛ فهي عقيدة أهل السنة؛ لأنه مِن الصحابة، وهل تجد عن علي أو الحسن أو الحسين -رضي الله عنهم- تنقصًا مِن معاوية، ولو كان كذلك فالتهمة ستثبت على الحسن -رضي الله عنه-؛ لأنه الذي سلـَّم له السلطة والخلافة طواعية مع أن الحسن كان معه كتائب كأمثال الجبال، ولكنه "السيد" كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ) (رواه البخاري)، فهي شهادة في فضيلة الحسن -رضي الله عنه-، وحُسن ما فعل بتسليم الخلافة لمعاوية -رضي الله عنه-، ولو كان معاوية كما تقول؛ لكانت أعظم جريمة في تاريخ الأمة أن تُسلـَّم السلطة لمثل مَن ذكرتَ!
فأنصحك أن تعيد قراءة الكتاب والسُّنة والتاريخ؛ لتعلم أنك قد ملئ ذهنك بالأباطيل عن معاوية -رضي الله عنه- ثم عن ابن تيمية -رحمه الله-!