السؤال:
أنت تنكر على الإخوان التمسك بالشرعية، وحق الرئيس "مرسي" في الرجوع إلى منصبه وترى هذا صراعًا على الملك والرئاسة، ولا تذكر فقط إلا موقف عثمان والحسن من الصحابة -رضي الله عنهم-، فأين أنت مِن القتال الذي وقع بيْن الصحابة، فقد قاتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على الخلافة، وكذلك معاوية بن أبي سفيان، وكذلك الحسين وعبد الله بن الزبير -رضي الله عنهم-، فهم حرصوا على الخلافة والملك والرئاسة؛ لأن الشرعية كانت معهم، ولأنهم كانوا يرون أنهم الأحق بها والأعدل؛ فلماذا تصر أنت ومَن معك من الشيوخ والسلفيين على ذم الإخوان ومهاجمتهم واتهامهم بالحرص على الرئاسة والملك والإنكار عليهم؟!
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فما ذكرتَه عن الصحابة -رضي الله عنهم- وقتالهم لتبرير الحرص على الملك والرياسة... عجب منك!
فـ"علي" -رضي الله عنه- قـَبِل التحكيم مِن أجل منع إراقة الدماء رغم أنه يعلم أنه المحق!
و"معاوية" -رضي الله عنه- هو الذي راسل "الحسن" -رضي الله عنه- في الصلح؛ فوافق ما كان "الحسن" -رضي الله عنه- يريده "وكان مستعدًا للتنازل عن الخلافة لمنع سفك الدماء ففعل".
وأما "الحسين" -رضي الله عنه- فقد عرض على قاتليه لما خذله أهل العراق أن يتركوه يذهب إلى "يزيد" ويضع يده في يده؛ فأبوا!
فسألهم أن يدعوه يذهب إلى الثغور يجاهد حتى يُقتل في سبيل الله -تعالى-؛ فأبوا!
فسألهم أن يدعوه يذهب إلى مكة يتعبد؛ فأبوا!
فعلم أنه مقتول على أي حال؛ فأبى أن يُقتل إلا عزيزًا -رضي الله عنه-.
فهل الحال في الواقع الأليم الذي تريدون دفع البلاد معكم إلى المزيد منه هو هذا الحال؟!
أما التهم المزعومة من مهاجمتنا للإخوان؛ فنحن إنما ندفع عن أنفسنا، وعن أبناء أمتنا كلها أنواع المضار بتوضيح الانحراف الفكري والعملي بتكفير الناس وتخوينهم؛ فهل قال الحسين أو ابن الزبير لابن عمر وابن عباس -رضي الله عنهم- ولمن نصح بعدم الخروج والمواجهة: يا خونة، يا منافقين، يا مرتدين؟!
هل كان هناك استباحة لأرواح وأموال الانقلابيين -"على اصطلاحكم"- بالاغتيالات والتفجيرات لآحاد الجنود والضباط رغم عدم إمكانية الظفر، بل لا تجرون على البلاد إلا الخراب والدمار إذا استمر الأمر كما تريدون.
وهل تعولون إلا على تدخل الغرب لنصرتكم كما طلبتم مرات ومرات... ؟!
وهل عندكم أمل إلا في انقسام الجيش وانهياره! وأنى لكم بحكم البلاد بعد ذلك وقد تمزقت وانقسمت؟!
أدعو الله أن تفيقوا من هذه الغيبوبة!