المَسيحُ عِيسى ابنُ مَريم
فلم يثر جدل حول شخصية من الشخصيات مثل ما صار حول عيسى بن مريم عليه السلام.
فقوم يفترون عليه ويدعون أنه ابن زنا، ويرمون أمه الصديقة البتول بالفاحشة. قال تعالى: ﴿وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً﴾
وادعى قوم آخرون أنه ابن الله ، أو الإله الابن والأقنوم الثاني ، فيكون هو والله شيء واحد ، كما يزعمون ويقولون باسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين.
قال تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾
وأما المسلمون، فإنهم يقولون إنه عبد الله ورسوله ، وهو أحد أعظم خمسة أنبياء صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، وأمه صديقة.
قال تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً﴾
وفي هذا الكتاب رد على زعم النصارى الذين غالوا في المسيح u، فجعلوه إلها، واعتمدت نصوص أهل الكتاب في بيان الحقائق ، وإبطال الشبه ، مع الاستدلال بآيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، كلٌّ في موضعه حسب الحاجة إلى الدليل المعتمد .