السؤال:
فضيلة الشيخ، في إجابتكم لسؤال عن الأوضاع الحالية ونصيحتكم للإخوان الذين خرج الشعب عليهم قلتم ما نصه: "مع أن حق البعض قد دخله دخن كثير ربما كان سببًا في إضاعته، ومع أن باطل البعض قد خالطه حق؛ أعظمُه -وإن أبيتم- كلمة: "لا إله إلا الله محمد رسول الله" التي أحسب أن عامتهم يقولونها مصدقين بها، يدينون بها لله؛ ولو جاروا وظلموا، ونحن لم نؤمر أن نشق عن قلوب الناس".
فضيلة الشيخ ليس كل مَن قالها هو مسلم فالشيطان موقن بها, وأنتم أعلم يا فضيلة الشيخ بنواقض الشهادة, فلا معنى لمن قالها وهو يقول: إن المسيحيين ليسوا كفارًا مثلاً, أو رفض التحكيم بالشريعة كرهًا لها أو يرى أن القوانين الوضعية أفضل منها.
أما قولكم: "ونحن لم نؤمر أن نشق عن قلوب الناس"، فهذا لمن لم يفعل أو لمن لم يقل ما ينقضها, فالأفعال والأقوال هي التي تدين كثيرًا من الشعوب الإسلامية -إلا من رحم ربي- وليس القلوب. فما جوابك فضيلة الشيخ؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد أسأتَ غاية الإساءة لشعوب المسلمين؛ فهل كثير منهم "يرفض الشريعة كرهًا لها" كما ذكرتَ؟! ثم أليست الكراهية من أعمال القلوب؟!
فأخبرني بمَن يصرِّح بأنه يكره الشريعة حتى نصرِّح بردته؟!
وكذا مَن يصرِّح بأن القوانين الوضعية أفضل من الشريعة؟!
وعلى أي حال فهذه المسائل مبيَّنة في كتبي ومقالاتي وغيرها، وبحمد الله عامة الشعوب ليست كذلك، بل والمنافقون إلى الآن لا يستطيعون الجهر بذلك، وهؤلاء الذين لم نؤمر أن ننقب عن قلوبهم.
أما مسألة تكفير مَن لم يكفر النصارى؛ فقد سبق التنبيه عليها بضوابطها مرارًا في الكتب والإجابات والمحاضرات؛ فراجعها.