السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، رجاء سرعة الرد؛ لأن الأمر عاجل... فقد استمعت إلى كلام عجيب جدًّا لشخص يُدعى: "أحمد كريمة" أحد الشيوخ بالأزهر الشريف وفوجئت به يقول: "إن تهنئة المسيحيين من رد التحية التي أمر الإسلام بها"، وقال: "إن المسيحيين ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية وليسوا عبيدًا" وكأن من يمنع من تهنئتهم يصفهم بذلك، والمفتي "علي جمعة" سمعته يقول ما معناه: "ميلاد المسيح اعتنى به الإسلام اعتناءً عظيمًا والمسيح له منزلة كبيرة فكيف لا نهنئ بمولده". فما الرد على كريمة وعلي جمعة؟
وكذلك استدل آخرين على النت بآية: (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) (الروم:21)، على وجود الحب بين المسلم وزوجته المسيحية. فما جواب ذلك؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن التهنئة للكفار بالأعياد الدينية التي ترتبط بأمور اعتقادية كميلاد الرب أو موته وصلبه -سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا- من الأمور المتفق على النهي عنها عند الصحابة والسلف -رضوان الله عليهم-؛ لأنها تتضمن إقرارًا بصحة المعتقد الفاسد.
وأما أن المسيحيين مواطنون شركاء في الوطن، وليسوا عبيدًا؛ فمن قال أننا نخالف في ذلك؟!
ولا يصح أن يكذب علينا البعض ثم يصدقهم الآخرون ويهاجموننا على كلام لم نقله!
وأما كلام المفتي "باعتناء الإسلام بمولد المسيح؛ فكيف لا يُهنأ به؟!"؛ فليس استدلالاً علميًّا أصلاً، فمن نازع في اعتناء الإسلام بمولد المسيح -عليه السلام- كآية من الله على قدرته العظيمة ورحمة منه بعباده، وحب المسيح -عليه السلام- فرض على كل مسلم، وتصديقه والإيمان به شرط في صحة إسلام المسلم وإيمانه، ولكن أين الدليل في ذلك على اتخاذ يوم ميلاده عيدًا يُهنأ به لو كان قد صح أنه ولد في هذا اليوم؟!
وهل هو ولد في يوم الخامس والعشرين من ديسمبر أم السابع من يناير؟! أم ليس هذا ولا ذاك؛ لأنه في زمن الرطب الجني بنص القرآن، وإنما يكون الرطب الجني على النخل آخر فصل الصيف وليس في فصل الشتاء، والنصارى أنفسهم مختلفون في ذلك اختلافًا كبيرًا!
ثم اعتقادهم مختلف عن اعتقاد أهل الإسلام؛ فالمسلمون يعتقدون أنه نبي مرسل فالنصارى يعتقدون أن الرب قد وَلَد وولِد؛ فكيف يهنئ مسلم على ذلك؟! مع كون مسألة اتخاذ مولد الأنبياء عيدًا أمرًا آخر.
أما مسألة الحب بين المسلم وزوجته النصرانية فهو حب طبيعي "أي حب عشرتها كامرأة"، ولابد أن يبغضها على دينها؛ لقوله -تعالى-: (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) (الممتحنة:4).
ولذا كان الزواج من غير المسلمة مكروهًا، ويمكن أن تستمر العلاقة الزوجية مع وجود البغض على الدين؛ وهل كل البيوت تقوم على الحب؟!