السؤال:
نريد أن نعرف حكم الشرع في هذه الحالات التي جمَّعناها وأرسلناها لكم، وهي متعلقة بالعلاقة الزوجية:
1- زوجي يطلب المعاشرة الزوجية في البلكونة بحجة أننا في مكان عالٍ، وتوجد ستارة ولن يرانا أحد، وأنا أرفض ذلك وأمتنع عنه، فيغضب ويقول: "أنا غضبان عليك والملائكة تلعنك". فهل عليَّ أن أستجيب له؟
2- زوجي يعاشر بسرعة جدًا ودون مقدمات، ولما قرأتُ لكَ أنك تنصح بالمصارحة في هذه الأمور وكلمته، قال لي: "لا يلزمني أن أطيل في المعاشرة في كل مرة حتى تنتهي أنتِ، إنما الواجب أن تحصل المعاشرة". وهو سليم تمامًا، لكن يرفض ذلك، وأنا سأجن من هذا الكلام، يعني إيه يتمتع هو ويتركني معذبة في كل مرة، ويكون هذا حلالاً له. هل هذا حلال له؟ هل الواجب على الرجل أن يدخل عضوه في زوجته فقط بصرف النظر عن المدة والاحتياجات الأخرى، وحال الزوجة؟
3- في وقت الحيض زوجي يباشرني حتى ينتهي هو ويتركني، وبعد حرج كلمته فجرحني جدًا وأحرجني وقال: "المفترض أنك حائض، والحائض في وضع وحالة لا تفكر في هذه الأمور فكيف أعفك وأنت حائض؟!". فما حكم ذلك؟ وهل الحائض لا شهوة لها؟ وكيف يشبعها الزوج؟ وأنا أحيانًا أكون متضايقة من نتيجة هذا الأمر، فيقول: أنتِ بهذا تدخلين في هذه الآية: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (النساء:65). وأنتِ بهذا لا تسليم عندك فواجب أن تسلمي نفسك لزوجك بالرضا والقبول وعدم الضيق. فما معنى أني داخلة في الآية؟
4- زوجي يطلب أن أمسك صدري عند المعاشرة وأمصه. فهل يجوز ذلك؟
5- أنا آسفة جدًا على هذا السؤال: زوجي يقول كلمة: "ك... أمك" في جمل لا أستطيع أن أذكرها لكَ، ويقول: "إنه يحترم والدتي ولا يتعرض لها بسوء". فهل يجوز له ذلك يا شيخ أم لا؟ ويقول لي في المعاشرة: "يا قحبة". ويقول: "لا أقصد شتمك، هذا مجرد كلام... ". فما حكم ذلك؟
6- زوجي عضوه صغير ولا ينتصب إلا بانحناء لأسفل، ولذلك فهو يدخله بي بصعوبة، وبمجرد أن يدخله ويدفعه مرة أو مرتين ينزل فورًا، ولا ينفع معه علاج في ذلك. فهل إذا تطلقت يكون لي كل الحقوق الشرعية؛ لأنه لا يستطيع أن يعاشر بهذا الحال أي امرأة أخرى أنا أو غيري؟
7- أنا متزوجة منذ سنتين من أخ على خلق ويطلب العلم، والمشكلة أن حياتنا أصبحت كلها صرامة، وكل شيء بمبدأ حقي وحقك. يعني مثلاً: إذا أكلنا طعامًا أو فاكهة يقول: هل تأذني في القران؟ فقلت: وما القران؟ قال: يعني لا يأكل أحد بدون إذن الثاني. فقررت أن أكتب لك يا شيخ حتى تحكم بيننا في هذا الأمر، وسؤالي: ما حكم القران في الطعام والشراب بين الزوجين وتقسيم كل شيء، وحقي وحقك؟
8- أنا أحب الأسماك وزوجي لا يأكلها إلا إذا فصصتها لها وإلا يغضب مني. فهل يجب عليَّ أنا أن أفصصها له؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فيجب أن يكون الجماع في مكان مستور لا يطلع عليه أحد، فإن كانت البلكونة مغلقة وعليها ستائر كثيفة تمنع الرؤية؛ لم يجز لها أن تمنع نفسها منه في ذلك.
2- بلغيه نصيحتي له بأن يراعي زوجته في كل مرة للمعاشرة؛ فهذا أدوم للعشرة وتحقيق الألفة والمودة والرحمة، وهذه الأمور لا يمكن أن تقاس بحدود الواجب فقط، وقد أمر الله بالعشرة بالمعروف، فقال: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة:228).
وقولي له: لو عملت بالواجب فقط، فإن جمهور العلماء لا يلزمني بخدمة ولا طبخ، ولا كنس ولا غسيل، ولا حتى تزين وتسريح شعر؛ فهل ترضى بأن نتعامل بالواجب فقط؟!
3- الحائض لا تتأثر شهوتها بالحيض -كما يظن-، ولكن كما على الرجل أن يمنع نفسه من معاشرتها في الفرج فعليها نفس الأمر، ولكن حاجة الرجل قد تكون أشد؛ فلهذا أذِن الشرع في المعاشرة دون الفرج. وطالما أطعتيه فلا إثم عليك.
4- هذا أمر لا يحرم.
5- لا يجوز له أن يذكر لها عورة أمها، فليس هذا من حقه قطعًا. و(القحبة) هي الزانية، فيحرم عليه أن يقول لها ذلك، بل كبيرة من الكبائر أن يقول هذا لامرأته العفيفة، ولا يجوز أن يقول: "إن هذا مجرد كلام!"، فالقذف مجرد كلام.
6- لا يصلح مثل هذا سببًا للتطليق للضرر، ولكن يباح لكِ طلب الخلع.
7- القران المنهي عنه في الحديث أن يجمع الشخص بين تمرتين تأدبًا مع أصحابه، ومنعًا للشره في الطعام، وهو عند الجمهور مكروه وليس محرمًا، وليس أنه لا يأكل أحد بدون إذن الآخر، وأما تقسيم الطعام حقي وحقك؛ فهذا تكلف بلا دليل.
8- لا يلزمك ذلك إلا بالتراضي.