السؤال:
بمناسبة الفيلم المسيء للنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- لدي بعض التساؤلات الهامة التي لم أعثر على جواب لها، وهي:
1- هل يجوز لنا نحن المسلمين أن نشاهد هذا الفيلم المسيء لنبينا -صلى الله عليه وسلم-، على الأقل لنعلم ما فيه ونظهر كذبه وزيفه؟ وبصيغة أخرى: هل يجوز أن أقول للناس: "حرام أن تشاهدوا هذا الفيلم" أم كلمة "حرام" هذه كبيرة وفي غير محلها؛ لأن هناك الكثير من الناس بدافع الفضول يريد مشاهدته؟
2- ما حكم أفلامنا الدينية المصرية التي يظهر فيها الممثل بدور أبي لهب -مثلاً- أو بدور أبي جهل، ويسب محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أو يقول: إنه كذاب أو ساحر... أعلم طبعًا حرمة التمثيل وأنه كذب، لكن أسأل: هل يكفر مَن يقوم بهذا الدور؟ وإذا قلنا بعدم كفره وأنه معذور بالجهل ألسنا بهذا نُجرئ هؤلاء على تهيئة النفوس لسماع الطعن والتكذيب للنبي -صلى الله عليه وسلم- باسم الفن الديني، خصوصًا وأن كلمة حرام صارت -كما هو معلوم لديكم- لا تكفي في زجر الممثلين والفنانين؟
3- بعض الأفلام الأجنبية خصوصًا الأكشن منها التي يتابعها كثير من الشباب فيها الكثير من الكفر البواح الصراح من سب الله والإسلام أو الأنبياء أو ذكر الآلهة... فهل يكفر من يشاهدها أم ينفعه أن يقول: إنه لا يرضى بما فيها، ولكن يشاهدها فقط للحركة والأكشن؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فلا يجوز مشاهدة هذا الفيلم؛ لأنه استدعاء من المُشاهِد لهذا المنكر الفظيع والكفر الشنيع، ويجوز لطائفة من أهل العلم والاختصاص النظر إليه؛ لبحث اتخاذ الإجراءات المناسبة لدحض شبهاته والرد عليها، ومقاضاة ومحاسبة من قام بذلك.
2- لا يكفر من قام بهذا الدور مع قولي بعدم جواز ذلك إلا على سبيل الحكاية، وذلك لأنه يرى أنه يحكي ويمثِّل، وليس يعتقد صحة ما يقوله على لسان "أبي جهل" وغيره، وهناك مِن المعاصرين مَن يجوِّز ذلك؛ فهو متأول أو جاهل، أو مقلد تقليدًا محتملاً.
3- لا يجوز النظر إلى هذه الأفلام المتضمنة لأنواع الكفر المذكور، ولكن طالما أنكرها مَن شاهدها فلا يكفر؛ لعدم رضاه بالكفر.