السؤال:
أرجو مِن فضيلتكم التكرم بالإجابة على هذه الأسئلة التي أثارها النصارى، وبعض العلمانيين من المسلمين الذين ينادون بفكرة المواطنة:
1- كيف يطالب المسلمون بانفصال كيانات مسلمة: كالشيشان، وكوسوفو عن دولهم، ثم يرفضون انفصال كيانات مسيحية ووثنية عن دول إسلامية: كتيمور الشرقية في إندونيسيا، وجنوب السودان؟!
2- لماذا يرفض المسلمون التبشير بالمسيحية، ويحكمون على مَن يتنصر بالقتل في شريعة الإسلام، ثم يريدون من الدول الغربية أن تسمح لهم بالدعوة لدينهم، مع العلم أن الغرب يسمحون لرعاياهم باعتناق الإسلام بحرية؟!
3- كيف يرفض شيوخ المسلمين بناء الكنائس في بلاد الإسلام، وفي نفس الوقت يريدون بناء المساجد في دول الغرب النصراني؟! وماذا لو عاملونا بالمثل.. فهل يكون ذلك من مصلحة الدعوة؟! فقد غضب المسلمون لمجرد منع بناء المآذن في سويسرا وليس المساجد، ثم يرفضون بناء كنيسة للنصارى في العمرانية -الجيزة-؟!
4- هل لازالت أحكام الجزية، واسترقاق الأسرى، وسبي النساء، وأخذ الغنائم، ومعاملة أهل الذمة بأن يعطوا الجزية وهم صاغرون، وعدم بدئهم بإلقاء السلام، ودفعهم لأضيق الطريق، وإجبارهم علي لباس معين، وعدم توليتهم مناصب عليا.. قابلة للتطبيق في هذا العصر؟!
وماذا لو عامل النصارى المسلمين بالمثل؟! مع العلم أن بعض البلاد غير المسلمة تولي الأقلية المسلمة بعض المناصب، فرئيس الهند مسلم، وكذلك بعض الوزراء.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فالشيشان والقوقاز دول إسلامية احتلها الروس بالقهر والظلم منذ أكثر من 3 قرون بحرب ظالمة، وهم لا ينتمون إلى دين الروس، ولا إلى قوميتهم، ولا إلى لغتهم وثقافتهم، ولا يأخذون شيئًا من حقوقهم منذ احتلال بلادهم، وأما مصر، وما ذكرتَ من البلاد الإسلامية؛ فهي بلاد عمها الإسلام، وراعى حقوق الأقليات غير المسلمة ولم يظلمها، بل عاشوا قرونًا طويلة من أمن وسلام مع المسلمين؛ فكيف نسوي بين العدل والظلم، دين الحق والباطل؟!
2- شرع الله لمن نضعه نحن، وإنما هو تشريع خالق الخلق، خالق السماوات والأرض، وأقام الحجج على صدقه، وأنه الحق دون ما سواه؛ فكيف يريدون أن نسوي بين الدعوة إلى الحق والصدق، والدعوة إلى الباطل والكذب؟!
3- وهل يأخذ المسلمون في أوروبا فعلاً حريتهم وحقوقهم وهم يُمنعون من حريتهم الشخصية في الحجاب والنقاب؟! بل التضييق على إنشاء المساجد أضعاف القيود على إنشاء الكنائس في بلادنا، ولا يستطيع المسلمون رفع الأذان في ميكرفون ولا إنشاء مآذن لمساجدهم، ولا حتى الصلاة في الطريق إذا ضاق المسجد! فقارن بإنصاف؛ لتعرف الفرق.
وإذا كانوا يَقبلون قوانين وضوابط لبناء المساجد في أوروبا وأمريكا هي أشد بكثير مما عندنا؛ فلم لا يقبلون قوانين تنظم بناء الكنائس في بلاد الإسلام؟!
4- شرع الله وكلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- قابل للتطبيق في كل زمان ومكان.