السؤال:
هل يجوز لمسلم حضور حفل زفاف لأحد النصارى بالكنيسة من باب تأليف القلوب، ولقوله -تعالى-: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8)؟ برجاء توضيح معنى البر والقسط المذكورين بالآية وأمثلة في التعاملات في هذا الباب؛ لأن الأمر ملتبس عند الكثير.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلا يجوز ذلك؛ لأنهم -كما هو معلوم لكل من شارك في ذلك- يُظهرون شركهم وكفرهم من تعظيم الصلبان أمام الجالسين، والتفوه بالشرك من قولهم: "باسم الأب والابن والروح القدس، إله واحد آمين"؛ فالسكوت على مثل هذا الكفر مع إمكانية الزوال عنه لا يجوز، وأنتَ تعلم أنك لن تنكره، وقد قال الله -تعالى-: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) (النساء:140).
وقد قال -تعالى-: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) (المائدة:17)، وقال: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ..) (المائدة:73)، فهذا من أعظم الكفر بآيات الله.
وأما البر والقسط فهو مع غير المحاربين لنا في الدين، وهو لا يشمل الإقرار بكفرهم ساعة قولهم إياه.
فيمكن أن تذهب إليهم في بيتهم وتهنئهم بالزواج إذا كانوا مِن غير المحاربين لنا في الدين.
صوت السلف www.salafvoice.com