كتبه/ مصطفى دياب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ، الْقِيَامَةِ لا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا؛ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ) (متفق عليه).
فالصائمون مفضلون على سائر الخلق يوم القيامة، والصيام وقاية للعبد من النار (وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ) (رواه البخاري)، والصيام تربية لأبناء الدعوة بصفة خاصة، وللناس بصفة عامة، فهو يهذب الأخلاق، ويُطبِِق على الشيطان، ويقي العبد من لهيب النار، وصوم الفرض مقدم وأولى، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ؛ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر) (رواه مسلم).
يوم في سبيل الله:
قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا) (رواه مسلم).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) (رواه الترمذي وصححه الألباني).
يوم عرفة:
قال -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ) (رواه مسلم).
وسئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صوم يوم عرفة فقال: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ) (رواه مسلم).
الصوم والقيام توأمان:
قال -صلى الله عليه وسلم-: (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ) (رواه مسلم).
في العشر الأوائل من ذي الحجة:
قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ) -يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ- قَالُوا: "يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" قَالَ: (وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
صوم عاشوراء:
سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صيام يوم "عاشوراء"، فقال: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ) (رواه مسلم)، وقد صام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم "عاشوراء" وأمر بصيامه، وقال: (لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ) (رواه مسلم).
وفي هذا إشارة إلى صيام يوم التاسع والعاشر من شهر "المحرم"، والحكمة من ضم التاسع: مخالفة لليهود.
الاثنين والخميس:
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَحَرَّى صَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ" (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
وثلاثة أيام من كل شهر:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِثَلاثٍ صِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ) (رواه البخاري)، ويفضل صيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر.
وإن لم تصم.. فطِّر صائمًا:
قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا؛ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
فبادر -أخي- إلى هذا الخير، وإلى تلك الغنيمة الباردة، فما أيسر أن يصوم العبد، ويحصل الأجر، ولكن المهم الإخلاص لله -تعالى-، وستجد التوفيق -بإذن الله-.