السؤال:
من هما هاروت وماروت؟ وما قصتهما؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فليس عندنا في الكتاب والسنة من قصة هاروت وماروت إلا آية سورة البقرة، قال الله -تعالى-: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ) (البقرة:102).
وهذه الآية تدل على أن هاروت وماروت مَلـَكين ببابل أُنزل عليهما أشياء من قِبَل السحر، ولكنهما يتميزان بأنهما ينهيان عن تعلـُّم ذلك منهما، وأن مَن تعلم منهما ما أنزل عليهما من جنس ما يُتعلم من الشياطين؛ فإنه يكفر، وهما ينهيانه عن ذلك.
ومن العلماء من يقول: هما مطيعان بذلك، ومنهم من يقول: هما معذبان معاقبان بذلك اختارا عذاب الدنيا على عذاب الآخرة، ونحن لا نعلم صحة هذا من ذاك؛ لأننا ليس عندنا نص.
فالقرآن أثبت وجودهما ببابل، وأنهما يُعلِّمان الناس أشياء من جنس السحر مما يُفرق به بين المرء وزوجه، وأنهما يحذران من أراد تعلم ذلك وينهيانه عن تعلم هذا الذي يعلمونه للناس، فإن أصر علـَّماه وكفر -والعياذ بالله-.
صوت السلف www.salafvoice.com