كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله الذي جعل الدنيا في الآخرة كما يضع أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بمَ يرجع، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائل: (أتاني جبريل فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به) رواه الحاكم والبيهقي، وحسنه الألباني.
اعلموا أن الله عليم حليم جعل لكل شيء قدراً (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ)(الرعد:8)، يملي لأعدائه ويستدرجهم؛ لأن كيده متين، ويسلطهم على أوليائه لمصلحة أوليائه، لا لمصلحة أعدائه، بل هو ما خلق الخلق جميعاً إلا لعبادته، فالكفار خلقهم الله -تعالى- لكي يتعبد المؤمنون بمعاملتهم بُغضاً لهم ومعاداة لباطلهم، ودعوة لهم، وجهاداً في سبيله، ولكي يصبر المؤمنون على أذاهم، ويرضوا عن الله فيما قدَّر لهم، ويرفع لهم الدرجات، ويغفر لهم السيئات، وتُكتَب له الحسنات، وأنواع العبودية المختلفة التي لا تقع إلا بوجود أضدادها، فنحمد الله على كل حال، ونسأله أن يُتم علينا الصالحات، والعاقبة والستر، والنعمة في الدنيا والآخرة.
وصيتي بالصبر وعدم الاستعجال، فكل شيء له أجل مقدَّر، ووصيتي بالمحافظة على الذكر والعبادة والتضرع والدعاء والاستغفار والتوبة، وترك الذنوب والمعاصي؛ فهذه وظيفة الوقت، بل وظيفة العمر.
صوت السلف www.salafvoice.com