كتبه/ ياسر عبد التواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فهناك ارتباط كبير بين ترك الغيبة وسلامة الصوم، فإن أردت أن يسلم لك صومك فاحذر الغيبة.
ومعنى الغيبة: أن تذكر الآخرين بما يكرهون، ولو كنت صادقاً، سواء كان ذلك بصفة فيهم أو بفعل فعلوه، فكل ذلك يؤذيهم، وأذية المسلم محرمة.
أخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: "الغيبة تخرق الصوم والاستغفار يرقعه، فمن استطاع منكم أن يجيء غداً بصومه مرقعاً فليفعل".
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن مجاهد قال: "خصلتان من حفظهما يسلم له صومه، الغيبة والكذب".
وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن أبي العالية قال: "الصائم في عبادة ما لم يغتب".
وقد نص الله -سبحانه- على ذمها في كتابه، وشبه صاحبها بآكل لحم الميتة، فقال -تعالى-: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ)(الحجرات:12).
وقال -عليه الصلاة والسلام-: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) رواه مسلم.
والغيبة تتناول العرض، وقال أبو برزة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تفاحشوا ولا تدابروا ولا يغتب بعضكم بعضاً وكونوا عباد الله إخوانا) متفق عليه.
فما أعظم حرمة المسلم! وما أتعس ذلك الذي يخترقها فيؤذيه!!
فهلم بنا نحفظ ألسنتنا عن ذكر الناس، ولو وضعنا الحصى في أفواهنا لنمنعها عن الكلام خير لنا من أن توقعنا في الهلكة والضياع.