كتبه/ ياسر عبد التواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فتلك آفة أخرى كبيرة من آفات اللسان التي ينبغي أن تدرب نفسك في رمضان على اجتنابها. جرب واجتهد في التدرب وستجد النتيجة بإذن الله -تعالى-.
والمراء والجدال منهي عنه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة ومن تركه وهو محق بني له في وسطها ومن حسن خلقه بني له في أعلاها) رواه الترمذي، وحسنه الألباني.
فإن المراء والجدال يجر دوماً إلى فساد ذات البين، وإلى محاولة انتقاص الآخرين.
قال لقمان لابنه: يا بني لا تجادل العلماء فيمقتوك.
وقال بلال بن سعد: إذا رأيت الرجل لجوجاً ممارياً معجباً برأيه فقد تمت خسارته.
فأي خسارة أكبر من أن تضيع وقتك فيما لا يجر عليك إلا مقت الآخرين وانزعاجهم منك!!
فحدَّ المراء -كما قال العلماء-: هو كل اعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه؛ إما في اللفظ وإما في المعنى وإما في قصد المتكلم. وترك المراء بترك الإنكار والاعتراض. فكل كلام سمعته فإن كان حقاً فصدِّق به، وإن كان باطلاً أو كذباً ولم يكن متعلقاً بأمور الدين فاسكت عنه.
وإن كان متعلقا بأمر الدين فأنكِر المنكَرَ على فاعله، فإن استجاب لك فبها ونعمة، وإن أصر على عدم الاستجابة فزل أنت عنه.
عندئذ تنجح في الاختبار... بأن تتخلص من المراء والجدال
يحتاج الأمر إلى تواضع، وإلى دعاء، وإلى سجن للسان عن الانطلاق.
لكنك ستنجح بإذن الله -تعالى- إن حاولت.
هيا خذ من رمضان فرصة للتحكم في نفسك وفي التغيير.