الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 08 أبريل 2025 - 10 شوال 1446هـ

هل اتفاقية "كامب ديفيد" موافقة للشرع فيلزم الالتزام والوفاء بها؟

السؤال:

1- هل اتفاقية "كامب ديفيد" موافقة للشرع حتى يجب الالتزام والوفاء بها؟

2- معاهدة "كامب ديفيد" -فيما أعلم- (مؤبدة) وليست "مؤقتة" أو "مطلقة"، وهذا لا يجوز شرعًا، وهي غير جائزة شرعًا من حيث الأصل؛ لأنها قد تمت دون مشورة من المسلمين، كما أنها تضمَّنت أمرًا غير شرعي؛ وهو: الاعتراف بالاحتلال والكيان المحتل (الاعتراف بما يسمَّى: دولة إسرائيل)، ثم السفارة، وهكذا... فالاستشكال هنا: أن المعاهدة غير جائزة من حيث الأصل؛ للتأبيد، وللاعتراف بالاحتلال؛ فكيف تحترم شرعًا؟

3- هل مع كل ما يقع في غزة الآن يلزم الأفراد الالتزام بمعاهدة السلام التي بين مصر وإسرائيل؟ وهل يعقل أن هناك ما يمنع شرعًا أن يذهب شخص مصري من خلال أي مكان، أو أي وسيلة تتيسر له؛ ليقاتل مع إخوانه المسلمين في غزة؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فاتفاقية "كامب ديفيد" أقرَّتها كلُّ الاتجاهات الإسلامية "عدا الاتجاهات التكفيرية الصريحة"، وهي موافقة للعهد المطلق غير محدَّد المدة؛ الذي أجازه جمهور السَّلف من أهل العِلْم، ودَلَّت عليه أدلة كثيرة صحيحة؛ منها: "وثيقة المدينة" مع يهود المدينة، ومنها: عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أهل خيبر بعد فتحها، ومنها: عهود كثيرة مع قبائل وأفراد من العرب قبل نزول سورة براءة، نزلت براءة بنقضها لا بنسخها؛ بدليل بقاء عهد خيبر بعدها لم يُنقَض.

2- الاتفاقية تنصُّ على السلام دون نصِّ التأبيد في نصوصها، ولو وُجِد لبطل هذا الشرط دون باقي نصوصها، وترد إلى ما يحتمله الشرع من العهد المطلق.

والاعتراف بإسرائيل هو ما دامت الاتفاقية قائمة، وإلا فعند إلغائها إذا رأتِ الدولةُ ذلك، ورأت فيه المصلحة؛ يزول هذا الاعتراف، ويُشرَع القتال.

ونحن لم نقل بأنها معتبرة بابتدائها؛ إلا بعد أن أقرَّتها كلُّ الاتجاهات الإسلامية "الأزهر من أولها، والإخوان، والسروريون -حين كان الإخوان في الرئاسة والبرلمان-، ولجنة الدستور، والسلفيون والجماعة الإسلامية، ومشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية قديمًا"؛ فلزم احترامها حتى ينقضها اليهود، أو ننبذ إليهم بنقضها.

3- أولًا: هل الأمور تؤخذ بالعقل أم بالشرع؟!

ثانيًا: يلزم الأفراد داخل الدولة المرتبطة باتفاق سلام مع إسرائيل، الالتزام بهذه المعاهدات إلى أن تلغيها وتنبذ إليهم بذلك؛ قال الله -تعالى-: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) (الأنفال: 58).

وقال -تعالى-: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ) (الأنفال: 72)، فمَن أراد ذلك؛ فليدخل إلى أرض الجهاد دون استخدام انتسابه إلى الدولة المصرية، ولا من خلال حدودها، وأنت لا تفعل ذلك.