الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فتدين "الدعوة السلفية" بأبلغ العبارات قيام جيش العدو الصهيوني؛ عدو الدِّين والعقيدة بمجزرة جديدة في منطقة المواصي بغرب خان يونس.
وتتحدث التقارير عن مقتل أكثر من مائة فلسطيني -نحتسبهم شهداء عند الله -سبحانه وتعالى-؛ بالإضافة لعشرات الجرحى، نسأل الله لهم الشفاء والعافية.
فقد أقدم جيش الاحتلال الصهيوني على قصف منطقة المواصي المكتظة بالنازحين من مناطقهم الأصلية بعد أن دمرها قصف همجي من جيش همجي، وبعد أن أعلن خونة الكيان الصهيوني أن منطقة المواصي منطقة آمنة للنازحين، ولكن لا يتوقف الكيان الصهيوني عن الإفصاح عن طبائع الغدر والخيانة المتأصلة في اليهود، وإخلاف الوعد؛ تلك الصفات القبيحة التي أخبرنا الله بها في كتابه، فماذا ننتظر من قتلة الأنبياء؟!
قال -تعالى-: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (البقرة: 61).
قال ابن كثير -رحمه الله-: "فَرَجَعُوا مُنْصَرِفِينَ مُتَحَمِّلِينَ غَضَبَ اللَّهِ، قَدْ صَارَ عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ غَضَبٌ، وَوَجَبَ عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ سُخْطٌ".
وقال -رحمه الله-: "هَذَا الَّذِي جَازَيْنَاهُمْ مِنَ الذِّلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ، وَإِحْلَالِ الْغَضَبِ بِهِمْ بِسَبَبِ اسْتِكْبَارِهِمْ عَنِ اتِّبَاعِ الْحَقِّ، وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ، وَإِهَانَتِهِمْ حَمَلَةَ الشَّرْعِ وَهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَأَتْبَاعُهُمْ، فَانْتَقَصُوهُمْ إِلَى أَنْ أَفْضَى بِهِمُ الْحَالُ إِلَى أَنْ قَتَلُوهُمْ، فَلَا كفر أَعْظَمَ مِنْ هَذَا؛ أنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ، وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَ اللَّهِ بِغَيْرِ الْحَقِّ" (تفسير ابن كثير).
ولم يتوقف غدر اليهود عند ذلك، بل قصفوا الطواقم الطبية التي هرعت إلى مكان القصف لنجدة المصابين، وهذه جريمة حرب منفصلة.
وقد أخبرنا الله -تعالى- عن استهانتهم بدماء وأعراض وحياة من سواهم؛ قال -تعالى-: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) (آل عمران: 75).
وإنه لأمر مخزٍ أن تقف المنظمات الدولية عاجزة عن مراعاة أبسط حقوق الإنسان، ومنع العدوان الصهيوني المتجدد، وعقاب الكيان الصهيوني على إجرامه، وعقاب مَن قدَّم له الدعم العسكري والسياسي من الدول التي تدعي حماية حقوق الإنسان!
وإننا لنتساءل: كم مجزرة يجب أن يرتكبها العدو الصهيوني حتى تتحرك دولنا العربية والإسلامية بما لديها من أدوات لتوقف ذلك العدوان على شعبنا الفلسطيني، وإيقاف تلك المجازر النازية، وإنهاء ذلك الحصار والتجويع؛ فما يدخل القطاع لا يتجاوز ?? شاحنة في اليوم، وقد كان يدخل قبل العدوان ??? شاحنة، وهم الآن يحتاجون لزيادة العدد لا نقصانه؟!
ويتذرع الكيان الصهيوني بأنه كان يستهدف قيادة كبيرة في المقاومة، وهو في الحقيقة يبحث عن أي صورة من صور النصر بعد أن فشل في كل أهدافه؛ فلم يجد أسراه، ولم يُسكِت المقاومة، ولم يجد قادتها، وساءت صورته كجيش رسم حول قدراته الأساطير!
وإلى شعبنا وإخوتنا في فلسطين -أرض البطولات وموطن الإيمان-: إن الله يرى صبركم، ويرى بطولاتكم، وسوف ينصركم على عدوكم وعدوه، وسوف ينتقم منهم في الدنيا والآخرة؛ قال -تعالى-: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأعراف: 167).
قال ابن كثير -رحمه الله-: "ثُمَّ آخِرُ أَمْرِهِمْ أَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ أَنْصَارَ الدَّجَّالِ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، وَذَلِكَ آخِرَ الزَّمَانِ" (تفسير ابن كثير).
فاللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم اليهود وزلزلهم.
الدعوة السلفية بمصر
الاثنين 9 محرم 1446هـ
15 يوليو 2024م