كتبه/ رجب أبو بسيسة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
د. ياسر برهامي رجل نعرفه جيدًا في حله وترحاله، في السفر والحضر، في الشدة والسعة، والله الذي لا إله إلا هو، ما رأيتُ منه إلا الخوف على الأمة والحرص على شبابها.
وهو رجل يقظ جدًّا للأفكار الدخيلة على أهل السنة، وهناك -يا للأسف- مَن يريد منه أن يسكت عن هذه الانحرافات، وهذا لن يكون أبدًا -إن شاء الله-.
انزعج البعض من تحذيره من بعض الدعاة وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها -وهذا أمر لا يشغل البال والله-، لكن ألم تزعموا أن الدعوة ماتت والناس انفضوا عنها وعن مشايخها؛ فلماذا هذا الانزعاج إذًا؟!
رجل انصرف عنه الناس -في زعمكم-؛ فلماذا كل هذه الضجة؟!
أم أنكم تعودتم الهجوم علينا وعلى دعوتنا وحزبنا؟!
ونحن نقول: امضوا ولا تلتفتوا ولا تنشغلوا، لكن يبدو أن الأدب يُفهم عجزًا، والصبر يفهم ضعفًا، والصمت يفهم قلة حجة، وإذا تكلمنا تقولون: وشاية! وإذا سكتنا تقولون: لضعف عندكم! لكن مِن اليوم لن نسكت أبدًا عن مخالفاتكم؛ حتى لا تسول لك أنفسكم أن تتجرؤوا ثانية.
البعض يريد جعل الدعوة في شخص د. ياسر برهامي فقط حتى يسهل هدمها -من وجهة نظره-، لكن الدعوة كيان ومؤسسة قائمة على العلم والشورى والجماعية.
وقالها القيم أبو إدريس -عليه رحمة الله-: إن عهد الرموز والنجومية والنجم الأوحد قد ولَّى، والعمل المؤسسي هو المعتمد لدى أي جماعة تحترم نفسها.
وإن كان البعض يملك قطعة ذهبية، فنحن -ولله الحمد- نملك منجمَ ذهب.
والدعوة -بفضل الله- مرجعيتها الدليل وتتحاكم إلى قواعد العلماء في التعامل مع الواقع؛ لذلك قلنا: "منجم ذهب"، ولكن -يا للأسف- هناك مَن يتعمد معنا التشغيب والتطاول والتهم المعلبة، واستعمال جمل مثل: بعتم القضية وتركتم الإخوان، ويحسن لعب دور الضحية والمظلومية!
فنقول لهؤلاء: مَن خدعوكم هم مَن دفعوكم للصدام، وتكفير المجتمع، وجعلوكم وقودًا للفتنة، وحشدوكم في الميادين ليتاجروا بكم، ويحسِّنوا شروط التفاوض، والاستمتاع بالكلمات الرنانة، والخطب الحماسية!
يدعون الشباب إلى الصدام والعنف، وجاهلية المجتمع، مع التخوين والتبديع والتفسيق، والتحذير، والغمز واللمز، ويتكلم الواحد منهم ليل نهار، ويقول: تركنا السياسة، ومجالسهم كلها سياسية، بل تستشعر أنهم تركوا الدعوة والعمل وتفرغوا لنا!
عجيب أمر البعض، ولكن لا تراهنوا على سكوتنا الطويل عن بثِّ سمومكم في عقول الشباب بعباراتكم البراقة التي تدغدغ عواطفهم بالغيرة على الإسلام تارة، أو تعزفون فيها على وتر مدارج السلوك تارة أخرى.
والله المستعان.