الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،
فمن فضل الله على العبد أن ييسر له الخيرات، وأن يصرف عنه السوء والمنكرات، ولا شك أن الاهتمام بما تزكو به النفس ويرق به القلب حتى ينقاد لشرع الله ويستجيب لأمره ونهيه من أعظم أسباب الخير في الدنيا والآخرة، فإن القلوب لا تصل إلى مناها حتى تصل إلى مولاها، ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة.
والسعادة سعادة القلوب، والشقاء شقاؤها، وهي لا تسعد إلا بالله ولا تطمئن إلا بذكره وطاعته، كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(الرعد:28).
وهذا الكتاب بحمد الله وفضله محرك للقلوب إلى أجل مطلوب، ويحدو النفوس إلى مجاورة الملك القدوس، لا يسأمه الجليس ولا يمله الأنيس، فيه من بدائع الفوائد وفرائد القلائد ما
لعل المجتهد لا يجده فيما لديه من الكتب، ومن الله القبول والتوفيق.
صوت السلف www.salafvoice.com