كتبه/ إبراهيم جاد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمهما بلغ مني التقصير والتفريط في حقك، والانشغال عنك والتفلت من أوامرك، والاقتراب من نواهيك وزواجرك؛ فأنا عبدك وأنت ربي الغفور الرحيم الغفار، فاغفر لي وارحمني، فأنا التائب إليك.
مهما سولت لي نفسي المعاصي والذنوب فبلغت مني عنان السماء وملأت فجاج الأرض، وشُمت مني روائح الذنوب، وظهر أثرها على ملامح وجهي؛ فأنا عبدك وأنت ربي الغفور الرحيم الغفار، فاغفر لي وارحمني، لأتوب.
مهما بعدت بي السبل وتفرقت بي الطرق، وتشتت عني الأهداف والغايات، وغطت على القلب سحائب الغفلة وضلت النفس في ظلمات الجهل؛ فأنا عبدك وأنت ربي الغفور الرحيم الغفار، فاغفر لي وارحمني، فإني عائد.
مهما شغلتني الدنيا بزخارفها وساقتني إلى شهواتها وقادتني إلى لذاتها، وغدت برونقها وبريقها خطافة للقلب، لاهية للنفس، مضيعة للعمر، سراقة للعقل؛ وأخاذة للب والكيان، فأنا عبدك وأنت ربي الغفور الرحيم الغفار، فاغفر لي وارحمني، فإني راجع إليك.
مهما غلبني حب المال وطلب الجاه؛ فلهثت وراءهما وبت الليل والنهار أفكر فيهما، ولم تطرق مسامعي إلا صوتهما ، ولم تر عيناي إلا نفوذهما وسطوتهما فبلغا مني كل فكر، وظهر مني كل جدَّ، وزادا معي عن كل حد؛ فأنا عبدك وأنت ربي الغفور الرحيم الغفار، فاغفر لي وارحمني، فإني أتوب.
فاللهم إننا في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران؛ فإننا نحسن الظن بك ونعلق الأمل والرجاء عليك، فاللهم مغفرتك أوسع من ذنوبنا ورحمتك أرجى عندنا من عملنا، فاغفر لنا يا مَن لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة؛ اغفر لنا ما لا يضرك، وأعطنا ما لا ينقصك؛ فإنا عبيدك وأنت ربنا الغفور الرحيم الوهاب المنان.