كتبه/ إبراهيم جاد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فيجيء رمضان في هذا العام وسط كثير من التحديات والأزمات التي تعصف بالأمة، وتصيب كل قلب حي بالهم والحزن؛ فلذا وددت لو ذكّرتُ نفسي وإخواني بأنواع مختلفة من العبادات التي ربما تخفى علينا مع عظم أجرها، وحبذا العمل لو كان سرًّا، فعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ -رضي الله عنه- يَقُولُ: "أَيُّكُمُ اسْتَطَاعَ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبِيئَةٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ".
وقال ابن القيم -رحمه الله-: "الذنوب الخفيات أسباب الانتكاسات، وعبادة الخفاء أصل الثبات"، ومنها:
?- عبادة جبر الخواطر وسط تفاقم الوضع المادي، وتصارع كثير من الناس وراءه، والتردي في الحالة الاقتصادية: فكن ممن يحنو على الفقراء ويجوب الأرض بحثًا عنهم، ويعين المحتاجين ويسد أفواه المساكين، ويمسح رؤوس اليتامى بالصدقة والهدايا، ويساند الأرامل.
ما أحوجنا إلى أن نتحسس هؤلاء بالصدقة، ولو كنا نحن أيضًا في شدة، فالمسلم جواد حتى في شدته وكربه؛ لذا فلنبحث عنهم ونغنيهم عن ذل المسألة، وعن هَمِّ العيش في الليل والنهار؛ خاصة في رمضان، فإذا كنا نبحث عن أجر فها هو سوق للأجر بإذن الله -تعالى-.
?- التيسير على الناس في الأعمال وفي قضاء المصالح: وسط عناء الصوم وشدته وطول النهار وعطشه، وجهد الأعمال، فيسروا على الناس في أعمالهم الدنيوية، فإذا كنت صاحب منصب أو في وظيفة يغدو ويروح عليك جماهير المسلمين، فسهل ويسر واقضِ وأنجز، ولك نية في هذا الأمر بحثًا عن الأجر في رمضان.
?- التفقد: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ويحبه ويقابله ويتابعه، ويتفقده إذا غاب ويسأل عنه وعن أحواله، ويقف معه في حزنه قبل فرحه، وشدته قبل رخائه؛ فليكن نصيبه في رمضان في التفقد أعلى والسؤال عنه والاطمئنان عنه أكثر؛ فالدنيا إنما تحلو بصحبة الأبرار.
?- لين الجانب: كن وأنت صائم لينًا هينًا بسَّامًا، ضحاكًا بشوشًا في وجوه الخلق، فذلك صدقة منك عليهم، وتجمل بصفات النبوة وخلق النبلاء والعلماء، فاللين يخترق القلوب ويستقر فيها، وينبت ثمرة يُرى آثارها في الدنيا قبل الآخرة، فعش سهلًا سمحًا وتقبَّل الآخرين والتمس الأعذار، وتمنَّ الخير لكل الخلق؛ تكن عبدًا لله صالحًا بأمره -سبحانه وتعالى-، مأجورًا في رمضان.
?- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: خيرية هذه الأمة وسبيلها الرباني وطريقها التي زينها الله به لهداية الخلق وتعبيد الناس لرب الناس؛ فاركب في زمرة أهل العلم وتعلق بحبال أهل الدعوة، وعلِّم وتعلم، واعمل وانشر بحكمة وحلم وعلم، وابحث لك عن دور في رمضان وسط أعمالك وبيتك وأهلك وعشيرتك (زكاة العلم).
?- الخشوع في الصلاة: مقياس أجرها ومحدد ثوابها بأمر الله -تعالى-.
?- التغافل عن زلات الآخرين، والانشغال بإصلاح النفس.
?- الصبر وصلة الرحم والرضا؛ فلنصبر على قضاء الله وقدره برضا وحب، وليكن صلاحنا يبدأ من أهلنا وأرحامنا من حولنا.
?- الكلمة الطيبة صدقة.
??- الاهتمام بشؤون المسلمين والدعاء لهم، والفرح بفرحهم، والحزن لحزنهم.
أسأل الله أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل، وأن يفرج عن كل المسلمين في كل بقاع الأرض.