هل تضاعف الحسنات والسيئات في شهر رجب والأشهر الحرم؟

السؤال:

نسمع كثيرًا من يقول: إن الحسنات والسيئات تضاعف في الأشهر الحرم، ومنها شهر رجب، وهناك مَن يستدل على ذلك بقوله -تعالى-: (‌إِنَّ ‌عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة: 36)، فهل هذا صحيح؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فلا دليل على مضاعفة الحسنات والسيئات في الأشهر الحرم، وقوله -تعالى-: (‌إِنَّ ‌عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة: 36)، دليل على حرمة الظلم، وهو محرم في كل الشهور، فلا يدل على المضاعفة.

والأشهر الحرم حرَّم الله فيها القتال، وعلى القول الصحيح أن التحريم باقٍ غير منسوخ إلا ما بدأ به الأعداء، أو بدأنا غزوهم فاستمر الغزو إلى أن دخل الشهر الحرام، فلا يجوز للمسلمين أن يبدأوا قتالًا في الشهر الحرام؛ هذا ما دلَّ عليه قوله -تعالى-: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ ‌قِتَالٍ ‌فِيهِ قُلْ ‌قِتَالٌ ‌فِيهِ كَبِيرٌ) (البقرة: 217). أي: كبيرة من الكبائر.