لماذا توسل عمر والصحابة -رضي الله عنهم- بالعباس وفيهم مَن هو أفضل منه؟
السؤال:
سمعتُ بعضَ المشايخ يقول: إن عمر -رضي الله عنه- في صلاة الاستسقاء، إنما لم يتوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وتوسل بالعباس -رضي الله عنه-؛ لأن المقامَ مقام استسقاء بالماء، والرسول لا يحتاج إلى الماء في قبره. وتوسله بالعباس ليبيِّن منزلة آل البيت وفضلهم لقرابتهم من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإلا فإن عمر أفضل من العباس، ومع هذا لم يتوسل بنفسه، وبالتالي فالتوسل بالعباس يثبت التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موته.
فهل هذا الكلام صحيح؟ وهل هناك سبب في عدم توسل عمر -رضي الله عنه- بنفسه أو بغيره من الصحابة الذين هم أفضل من العباس؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فعمر -رضي الله عنه- ضمن المتوسلين؛ لأن العباس -رضي الله عنه- كان يدعو والناس يؤمِّنون، ومنهم عمر، وهو أفضل من العباس -رضي الله عنهما-، لكن قدَّم عمر العباس -رضي الله عنهما- لمنزلة أهل البيت.
ثم هل كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حاجة إلى البصر عندما توسل به الأعمى في ردِّ بصره حتى يُقال: (إنهم لم يتوسلوا بالرسول؛ لأن المقامَ مقام استسقاء بالماء، والرسول لا يحتاج إلى الماء في قبره)؟!
فالعبرة ليست بحاجة المتوسَل به، بل حاجة المتوسِل، فإذا تَرَكوا التوسل به مع حاجتهم؛ لم يجز لأحدٍ أن يتوسل به، وهو بالقطع ليس محتاجًا إلى ما يحتاج إليه الناس بعد موته -صلى الله عليه وسلم-، فافعلوا ما فعل عمر -رضي الله عنه- والصحابة معه دون نكيرٍ -فكان إجماعًا-، واتركوا ما تركوا.