السؤال:
كيف يحب الإنسان ربه؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
بمشاهدة آثار أسمائه وصفاته وأفعاله، فالإنسان مجبول على حب الجمال والكمال، والله له الأسماء الحسنى وهو جميل، فمن آمن بأسمائه وصفاته وعبده بها أحبه بلا شك، ثم بالنظر إلى نعمه الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية، فإن مشاهدة المنة سبب عظيم لحب الله -سبحانه-.
وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- عشرة أسباب جالبة للمحبة نسوقها إليك:
أحدها: قراءة القرآن بالتدبر، والتفهم لمعانيه، وما أريد به، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد، ويشرحه، ليتفهم مراد صاحبه منه.
الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.
الثالث: دوام ذكره على كل حال، باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر.
الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى، والتسنم إلى محابه، وإن صعب المرتقى.
الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها ومعرفتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة، فمن عرف الله بأسمائه، وصفاته وأفعاله، أحبه لا محالة، ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب.
السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الظاهرة والباطنة، فإنها داعية إلى محبته.
السابع: هو من أعجبها: انكسار القلب بكليته بين يدي الله -تعالى-.
الثامن: الخلوة به وقت النزول الإلهي، لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
التاسع: مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم، كما ينتقى أطايب الثمر، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام، وعلمت أن فيه مزيداً لحالك، ومنفعة لغيرك.
العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله -عز وجل-.