السؤال:
هل مريض الوسواس القهري الطبيعي في كل شيء إلا في موضوع معين يتصور فيه أن كل الناس يتآمرون عليه، بل وصل به الحال أنه يشك في أبيه وأخيه وأسرته، وكل مَن حوله، وأن أهله مجبرون على خيانته لصالح أحد أعدائه، والباقي مِن الناس يخونونه؛ لأنهم يكرهونه، ويظن أنه مصور بكاميرات وأشياء خفية تتجسس عليه في شقته وتسجل مكالماته، فيظل يشتم ويسب فيمن يشك فيهم وهو في شقته حتى يعلمهم أنه غير خائف منهم، وهو يسيء الظن بكل مَن حوله، وهو كان استمر في العلاج الطبي، لكنه تركه لما وجد نفسه لم يتحسن عليه، وهو الآن يرفض العلاج؛ لأنه يعتقد أن الأطباء أيضًا متآمرون عليه، وهو يقول أنا أثق في عدل الله وحكمه، وأنه سيأخذ لي حقي في الآخرة، ولكن هو حياته ضائعة بسبب هذه الوساوس القهرية, فهل هو مؤاخذ على سوء ظنه وعلى ما يفعله أم لا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذا ليس وسواسًا قهريًّا، بل هو غالبًا انفصام أو نحوه مِن الأمراض الذهانية، وأما مسئوليته عن تصرفاته فيحددها الطبيب المعالِج حسب درجة المرض؛ فليس كل المرضى محاسبين، ولا كلهم غير محاسبين.
وننصح بالعلاج ولو بإجباره عليه، والأدوية الأحدث في علاج هذه الأمراض تأتي بنتائج ممتازة.
صوت السلف www.salafvoice.com