الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 29 ديسمبر 2016 - 30 ربيع الأول 1438هـ

هل يكفر مَن يشاهد الأفلام والمسلسلات المشتملة على كفريات؟!

السؤال:

1- ابتداءً أنا أعلم حرمة ما أسأل عنه وأعلم جواب فضيلتك من هذه الناحية، ولا أجهل حرمة مشاهدة الأفلام والمسلسلات؛ إذ لا تخلو غالبًا مِن الكذب والمشاهد المثيرة والموسيقى المصاحبة لها كما تفضلت حضرتك وذكرتَ ذلك في فتوى سابقة لك، وإنما سؤالي هو عن حكم مَن يشاهد الأفلام التي تشتمل على سياق حركي كأفلام الأكشن، لكن لا تخلو مِن سب الله أو الأنبياء وسب الأديان كلها؟ أو مَن يشاهد برامج وأعياد النصارى على التلفاز، أو يشاهد المباريات التي يكون اللاعبون فيها بعد دخولهم الملعب يرسمون الصليب على صدورهم... فهل يكفر مَن يشغل التلفاز على شيء من ذلك أم لا؟

2- سمعت الشيخ محمد عبد المقصود في كلام سابق له فيما مضى أنه حكم بتكفير كل المشاركين في أحد المسلسلات المصرية الذي كان يدور حول المودة بين المسلمين والمسيحيين وعدم الفرق بينهم، وكان جوابه لما سئل إذا كان يكفِّر الممثلين المشاركين في المسلسل بأعيانهم فقال: "هذا صحيح! الذي يروِّج للكفر سواء كان ممثلاً أو مخرجًا أو مؤلفًا أو وزيرًا، الذين شاركوا في إخراج هذا المسلسل الذي يدعو إلى الكفر والضلال والانحلال هؤلاء ينبغي أن يكونوا كفارًا مرتدين، فكيف يكون في مسلسل الصليب إلى جوار كلام الله -عز وجل- إلى جوار الأسماء الحسنى وإلى جوار آية الكرسي، لعنة الله عليهم ولا كرامة، لعنة الله على وزير الإعلام وعلى كل هؤلاء ولا كرامة، أسأل الله أن يدمرهم وأن يدمر جميع الطواغيت وطاغوتهم الأكبر".

فما قول حضرتك وما جوابك هل توافق على هذا أم لا؟ وما حكم هؤلاء الممثلين والمخرجين والمشاهدين لهذه المسلسلات والأفلام المتضمنة لمثل هذه المواد، ومثل هذا الطرح؟ وجزاكم الله خيرًا شيخنا المبارك ونفع الأمة بعلمك.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالنظر إلى هذه الكفريات مع إنكار القلب واللسان لها لا يكفر بها الناظر؛ إذ لا دليل على الرضا بالكفر بمجرد النظر، فلقد كان المشركون يعبدون الأوثان والرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون يرونهم مع الإنكار عليهم، وإنكار اللسان قد يسقط بالعجز عنه، ولو سئل المسلم عن الذي يرسم الصليب على صدره لأنكر ذلك قطعًا؛ فلا يكون ذلك النظر إلى ذلك إقرارًا بالكفر.

2- لا أوافق على التكفير بالأعيان لجميع المشاركين؛ لوجوب استيفاء الشروط وانتفاء الموانع، واستبانة القصد، فقد يقصد البعض إمكان التعايش؛ وإلا فقد كان في مظاهرات الثورة مَن يرفع المصحف مع الصليب، ووجد فيها مَن وجد!