حكم التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- والصالحين
السؤال:
أنا عبد الله الموحد محمد مِن الجزائر، وسؤالي: هل يجوز التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أو أحد الصالحين الأموات؟ أريد جوابًا شافيًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالتوسل بالصالحين يطلق على معانٍ:
1- التوسل بدعاء الرجل الصالح الذي دعا به وهو حي، وهذا مشروع، فعن عثمان بن حنيف -رضي الله عنه-: أَنَّ رَجُلاً ضَرِيرَ البَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي قَالَ: (إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ، وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ). قَالَ: فَادْعُهْ، قَالَ: فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِيَ، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).
2- التوسل بمعنى دعاء الميت أو الغائب نفسه لقضاء الحاجات وكشف الكربات، وجلب النفع ودفع الضر، كمن يقول للميت: "ارحمني وانتقم مِن عدوي، عبدك الفقير إليك في الدنيا والآخرة!"؛ فهذا هو الشرك الأكبر (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ . إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) (فاطر:13-14).
3- التوسل بطلب الدعاء منه وهو أن يقول للميت: "ادع الله لي، استغفر الله لي" وهذا بدعة لم يقل بها أحدٌ مِن السلف.
4- التوسل بالحق والجاه والذات، وهذا هو المختلف فيه بيْن أهل العلم؛ منع منه أبو حنيفة وأكثر الصحابة، ورجح ابن تيمية هذا القول، ومنهم مَن أجازه كالشوكاني وغيره، ومنهم مَن قصره على النبي -صلى الله عليه وسلم- كالعز بن عبد السلام، وهذا ليس مِن مسائل الاعتقاد، والخلاف سائغ، والراجح قول أبي حنيفة وابن تيمية -رحمهما الله-.
5- التوسل بحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصالحين واتباع سبيلهم؛ فهذا توسل مشروع.