السؤال:
1- في قول الله -تعالى- عن عسل النحل: (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) (النحل:69)، هل هذا يشمل كل أنواع العسل؛ لأني سمعتُ بعض الشيوخ يقول: ليس كل عسل نحل يكون فيه شفاء للناس، بل بعض التجار يضع للنحل ماءً بسكر، والنحل ينتج العسل، وهذا عسل لا فائدة فيه، مع العلم يا شيخ أن أسعار العسل مختلفة وغالية جدًّا، فما الحكم فيمن يشتري أرخص أنواع عسل النحل، هل لا ينتفع به ولا يكون فيه شفاء للفقراء؟
2- سمعتُ من بعضهم أن الحجامة تستعمل في كل الأمراض، وبعضهم قال بل لا يثبت أن الحجامة تشفي من كل الأمراض، فما معنى إذن أن في الحجامة شفاء، هل المقصود أنها تشفي مِن أمراض دون أمراض؟
3- هل من البدعة عمل الحجامة ابتداءً عند إصابة الإنسان بمرض أو لأمراض سابقة عنده لاحتمال أن يكون في الحجامة شفاء منه أم أن هذا بدعة؟
4- هل يلزم أن تكون العجوة التي في حديث الوقاية مِن السحر أن تكون من عجوة المدينة النبوية أم يجوز أن تكون أي عجوة أخرى؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فما خرج مِن بطون النحل فيه شفاء للناس يَقوى في بعض الأنواع ويضعف في بعضها، ولا يصح أن يُقال عن عسل خرج مِن بطون النحل أنه لا فائدة فيه! قال الله -تعالى-: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) (النحل:69)، ونسأل الله أن يجعل في الأنواع الرخيصة للفقراء مِن البركة والشفاء ما يغنيهم به عن غيره.
2- لم يثبت حديثٌ في أن الحجامة فيها شفاء من جميع الأمراض، وإنما فيها شفاء، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ، فَفِي شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ لَذْعَةٍ مِنْ نَارٍ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ) (متفق عليه)، ولم يقل مِن كل داء، وفي كيفيتها ومواضعها اجتهاد للأطباء، فالباب مبني على التجربة الطبية والدراسة العلمية.
3- هذا ليس بدعة، بل هو من الأسباب المباحة، والأصل في البدع: العقائد والعبادات، أما الأمور الدنيوية فالأصل فيها الإباحة، لكن بشرط ألا يعتقد سنية أمر لم ترد به السنة، وإنما وردت بنفعه الدنيوي إجمالاً لا تفصيلاً.
4- الحديث ورد في فضل عجوة المدينة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِمَّا بَيْنَ لابَتَيْهَا حِينَ يُصْبِحُ، لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ حَتَّى يُمْسِيَ) (رواه مسلم).