الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
عناصر الخطبة الأساسية:
1- العبودية وظيفة الإنسان في الدنيا.
2ـ حرب أعداء الشريعة لطمس الهوية الإسلامية.
3ـ محافظة النبي -صلى الله عليه وسلم- على الهوية الإسلامية.
4ـ الحكم بالشريعة الإسلامية دليل الهوية، وحفظ للراعي والرعية.
5ـ خطر التفرق والاختلاف على مصر والأمة الإسلامية.
6ـ أثر المعاصي والذنوب على الفرد والمجتمع.
7- خاتمة: الأرزاق يملكها الله.
1- العبودية وظيفة الإنسان في الدنيا:
- مدخل من حجة الوداع فهي ملخص لحياة المعاناة والجهاد الطويل لإخراج البشرية من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) (المائدة:3).
- خلق الله الخلق لعبادته، والخضوع لأمره وطاعته: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56)، (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا) (مريم:93).
- وكرَّم الإنسان على كثير من المخلوقات: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء:70).
- وأرسل إليهم الرسل إلى الناس يذكرونهم وينذرونهم: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء:165).
- ولكن أكثر الناس رفضوا العبودية والخضوع على الرغم من النعم الكثيرة التي يعيشون فيها: قال الله -تعالى-: (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (إبراهيم:34).
- من أحوال بعض الناس في رفض الخضوع والعبودية لله: قول بعضهم: "أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ـ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ـ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ـ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ"!
- ولا يزال الإنسان يقول ويفعل ما يخرج به عن الخضوع والعبودية لله، كقولهم في زماننا: "الشريعة الإسلامية لا تصلح لهذا الزمان - التذكير بالجنة دروشة، والتذكير بالنار تفزيع وتخويف - كفانا الحكم بالإسلام 14 قرنًا! - دستور ديني - مادة 219 كارثية ـ ... !".
2- حرب أعداء الشريعة لطمس الهوية الإسلامية:
- هذا العنصر يُراد منه التمسك بالهوية الإسلامية، والتبرؤ من مناهج الضلال: ويبدأ من خلال قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَلا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ) (رواه مسلم).
- الإشارة إلى أن مَن يعادون الشريعة في بلادنا ومن يحاولون طمس الهوية الإسلامية، والتعدي على ثوابت الإسلام وفروعه وشعائره... هم في الحقيقة لا يمثِّلون شعب مصر المحب لدينه، والمنتمي لأمته الإسلامية والعربية، والمتوافق مع ماضيه وحاضره: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا) (الكهف:5).
ـ أعداء الشريعة يريدون حكم الجاهلية بصبغ حياة المسلمين وقوانينهم بالطريقة الغربية: (أفحكم الجاهلية يبغون وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50)، (يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ) (النساء:60).
ـ المقصود بالهوية الإسلامية: كل ما يميز المسلمين عن غيرهم من الأمم الأخرى؛ عقيدة وشريعة وآدابًا، ولغة وتاريخًا وحضارة.
- جاء الإسلام دينًا كاملاً: قال الله -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) (المائدة:3).
- وأمر الله أهل الإسلام ألا يحيدوا عنه؛ وإلا ضلوا: قال الله -تعالى-: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة:6).
- وأمرهم أن يتميزوا عن الأمم الأخرى بمنهجهم وهويتهم الوسطية: قال الله -تعالى-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (البقرة:143).
3- محافظة النبي -صلى الله عليه وسلم- على الهوية الإسلامية:
1- رفضه العروض القرشية لجعل قضية الدين خليط بين الإسلام والوثنية: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (الكافرون:6).
2- رفضه فصل الدين عن الحياة (حبس الإسلام داخل المسجد!): "العروض القرشية بأن يتعبد ويصوم في بيته، ولا يتعرض لحياتهم بتعاليم الإسلام!".
3- بناؤه الشخصية المسلمة المتبرئة من الشرك وأهله وأحوالهم: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ وَلا بِالنَّصَارَى) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)، (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني) "هذا عام في الخَلق والخُلُق والشعار".
4- الحكم بالشريعة الإسلامية دليل الهوية وحفظ للراعي والرعية:
- هذا العنصر يراد منه بيان أن واجبنا في مواجهة محاولات العبث بالهوية الإسلامية التمسك بتعاليم الإسلام والتحاكم إلى شريعته في جميع مناحي الحياة، ومدخله يبدأ من خلال قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَبَدًا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي) (رواه الحاكم، وحسنه الألباني).
- إقامة أحكام الشريعة مقتضى عبودية الله: (إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ) (يوسف:40)، (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (آل عمران:83).
- التشريع حق لمن تفرد بالخلق والملك: (وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا) (الكهف:26)، (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50).
- أفضل الخلق ليس لهم حق التشريع: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ. لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) (الغاشية:21-22).
- من زعم أنه له حق التشريع فقد نازع الله واستدرك عليه: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) (الشورى:21)، (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) (النحل:116).
- المسلم حقًّا لا يحتكم لغير الشريعة التي جاء بها محمد -صلى الله عليه وسلم-: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (النساء:65).
- المنافق هو الذي يدعي الإسلام ويحتكم لغير شريعة الإسلام: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا) (النساء:60).
ـ الشريعة الإسلامية تحفظ مصالح العباد والبلاد: وأعظم مصالح العباد: "النفس ـ المال ـ الدين ـ العرض ـ العقل"، وهي التي تتوقف عليها حياة الناس واستقرار المجتمع، بحيث إذا فاتت اختل نظام الحياة، وساد الناسَ الهرج والفوضى والاضطراب، ولحقهم الشقاء في الدنيا والآخرة.
5- خطر التفرق والاختلاف على مصر والأمة الإسلامية:
يجعل الخطيب من مناسبة موسم الحج مدخلاً للكلام على خطورة التفرق والاختلاف.
ـ اجتماع الحجيج ومظاهر التوحد: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:92)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلا بِالتَّقْوَى) (رواه البيهقي في شعب الإيمان، وصححه الألباني).
- واقع الأمة والانقسام والتفرق حتى على مستوى الأسرة الواحدة! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني).
ـ النزاع والتخاصم ضعف وذهاب للقوة ولا يرضي إلا الأعداء: قال الله -تعالى-: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (الأنفال:46)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ) (متفق عليه)، وقال: (الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).
ـ انقسام وتفرق شاع معه القتل بين المسلمين! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ). قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: (الْقَتْلُ). قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ، إِنَّا لَنَقْتُلُ كُلَّ عَامٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا، قَالَ: (إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا)، قَالُوا: وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: (إِنَّهُ لَتُنْزَعُ عُقُولُ أْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيُخَلَّفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ، يَحْسِبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني).
- جريمة شنيعة أفسدت البلاد والعباد: قال -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، وقال الله -تعالى-: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) (المائدة:32).
ـ أين نحن من تحذير النبي -صلى الله عليه وسلم-؟: (إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا) (رواه البخاري ومسلم).
6- أثر المعاصي والذنوب على الفرد والمجتمع:
- هذا العنصر يراد منه تحذير الجميع من الظلم والفسوق، والبغي، والتأويلات الفاسدة.
- المعاصي والذنوب سبب فساد البلاد والاقتصاد: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه:124).
- المعاصي والذنوب سبب حلول الفتن والبلاء، والغلاء والوباء، وفساد الأخلاق: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) (الشورى:30).
- المعاصي والذنوب سبب فساد الزرع والضرع، والبر والبحر: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41).
ـ المعاصي والذنوب سبب هلاك الشعوب: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا . فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا) (الطلاق:8-9)، (فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (العنكبوت:40).
7- خاتمة: الأرزاق يملكها الله:
- هذا العنصر يراد منه التحذير من تعلق الكثير بالأسباب ونسيان رب الأسباب حتى تخلى البعض عن مناصرة إقامة الدين حيث الأسباب المادية بيد مَن يرفضون إقامة الدين! (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذاريات:58)، (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا) (هود:56).
ـ التذكير بمشهد هاجر وإبراهيم -عليهما السلام-: ففي الحديث: (ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُرْضِعُهُ، حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ البَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ، فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى المَسْجِدِ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ، وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ، وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ، وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الوَادِي، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَتْ: إِذَنْ لاَ يُضَيِّعُنَا)، وفيه: (فَإِذَا هِيَ بِالْمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ -أَوْ قَالَ بِجَنَاحِهِ- حَتَّى ظَهَرَ المَاءُ) (رواه البخاري).
- صلاح الاقتصاد والبلاد يملكه الله لا العبيد: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) (الرعد:11)، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) (الطلاق:2-3).
- فالتوبة التوبة... وإصلاح ما بيننا وبين الله؛ لتستقيم الحياة، ويعم الأمن والسلام والرخاء: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (الأعراف:96)، (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) (نوح:10-12)، (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) (الجن:16).
- ضحوا تقبل الله ضحاياكم وأقيموا ملة أبيكم إبراهيم، وسنة نبيكم الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-. (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر:2).
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله.
الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
تقبل الله منا ومنكم.