الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
عناصر الخطبة الأساسية:
1- الأحداث في مصر تحمل الفتن.
2- مكانة مصر التاريخية والإسلامية وأثرها على المسلمين والعرب "قوة وأمنًا واستقرارًا".
3- محاولات العبث لطمس الهوية قديمًا وحديثًا.
4- محافظة النبي -صلى الله عليه وسلم- على الهوية الإسلامية.
5- سلوا مصر عن هويتها!
6- وصايا وتنبيهات: (حرمة الدماء - حرمة الظلم والبغي - احذروا الضياع - المستقبل للإسلام - ماذا نريد لمصر وللمسلمين؟).
مادة العناصر:
1- الأحداث في مصر تحمل الفتن:
- حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته مِن هذه الفتن: عن أبي بكرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ، أَلا ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي فِيهَا، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي إِلَيْهَا، أَلا فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ)، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلا غَنَمٌ وَلا أَرْضٌ؟ قَالَ: (يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ ثُمَّ لِيَنْجُ إِنْ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ) (رواه مسلم).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ، وَلا يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ) (رواه مسلم).
- وقد بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر -رضي الله عنه- كيف يتصرف في الفتن الدموية، فقال له: (يَا أَبَا ذَرٍّ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، يَعْنِي حَتَّى تَغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ مِنَ الدِّمَاءِ، كَيْفَ تَصْنَعُ؟)، قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: (اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ، وَأَغْلِقْ عَلَيْكَ بَابَكَ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).
2- مكانة مصر وأثرها على المسلمين والعرب "قوة وأمنًا واستقرارًا":
- مكانة مصر المعنوية: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا) (رواه مسلم).
- مكانة مصر المادية: قال -تعالى- حكاية عن فرعون وافتخاره بمصر: (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) (الزخرف:51)، وقال -تعالى- حين وصف مصر وما كان فيه آل فرعون من النعمة والملك: (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ . وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ) (الدخان:25-27). "ولا تزال عامرة بالنعم وبالقوة البشرية والموارد الكثيرة، ولكن هناك من يعبث بأمنها واستقرارها".
- الأمن والاستقرار مطلب شرعي ومادي للعبادة والحياة في كل المجتمعات: أول ما سأل إبراهيم -عليه السلام-: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) (إبراهيم:35).
- الأمن والاستقرار نعمة لا يعرف قدْرها إلا من حُرم منها: قال -تعالى-: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ . الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) (قريش:3-4). "حال إخواننا في فلسطين وسوريا والعراق، وبدأنا الطريق والأحداث تشهد".
- مصر قوة المسلمين ودرع العرب الباقي: (قوة الجيش المصري - قوة الصحوة الإسلامية في مصر - طبيعة شعبها المتدين في الجملة)، ولكن هناك مَن يعبث بهويتها العربية والإسلامية!
3- محاولات العبث لطمس الهوية قديمًا وحديثًا:
- المقصود بالهوية الإسلامية: كل ما يميز المسلمين عن غيرهم من الأمم الأخرى؛ عقيدة وشريعة وآدابًا، ولغة وتاريخًا وحضارة.
- جاء الإسلام دينًا كاملاً: قال الله -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) (المائدة:3).
- وأمر الله أهل الإسلام ألا يحيدوا عنه؛ وإلا ضلوا: قال الله -تعالى-: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة:6).
- وأمرهم أن يتميزوا عن الأمم الأخرى بمنهجهم وهويتهم الوسطية: قال الله -تعالى-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (البقرة:143).
4- محافظة النبي -صلى الله عليه وسلم- على الهوية الإسلامية:
- رفضه العروض القرشية لجعل قضية الدين خليط بين الإسلام والوثنية: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ . لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ . وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ . وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (الكافرون).
- رفضه فصل الدين عن الحياة: "العروض القرشية بأن يتعبد ويصوم في بيته ولا يتعرض لحياتهم بتعاليم الإسلام!".
- بناء الشخصية المسلمة المتبرئة من الشرك وأهله وأحوالهم: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)، "هذا عام في الخَلق والخُلُق والشعار".
وهذه أمثلة:
- في العبادات: الأذان: "فَذَكَرُوا الْبُوقَ فَكَرِهَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ، ثُمَّ ذَكَرُوا النَّاقُوسَ فَكَرِهَهُ مِنْ أَجْلِ النَّصَارَى" (رواه ابن ماجه، وصححه الحافظ ابن حجر).
- في السلوك والمظاهر الاجتماعية: عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ وَلا بِالنَّصَارَى، فَإِنَّ تَسْلِيمَ اليَهُودِ الإِشَارَةُ بِالأَصَابِعِ، وَتَسْلِيمَ النَّصَارَى الإِشَارَةُ بِالأَكُفِّ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).
- في الهيئة والصورة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ أَحْفُوا الشَّوَارِبَ، وَأَوْفُوا اللِّحَى) (متفق عليه).
5- محاولات عصرية علمانية لطمس الهوية الإسلامية:
- الإشارة إلى الهجمة الإعلامية العالمانية على ثوابت الإسلام وفروعه وشعائره، وقد وضعوا الإسلام في موضع صحفة الطعام التي دُعي إليها الجياع اللئام؛ فصاروا ينهشون جسده، ولسان حالهم ومقالهم: "هذه فرصتكم هذه الأيام، لا تبقوا من الإسلام شيئًا!" وكذبوا وخابوا: (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا) (الكهف:5).
ومِن وسائلهم قديمًا وحديثًا:
1- تربية قيادات علمانية لقيادة الأمة "ساسة - قضاة - أساتذة جامعات - ... ".
2- فرض النظم والقوانين الغربية، والحيلولة دون الحكم بالشريعة الإسلامية.
3- تغريب مناهج التعليم: "مناهج مخالفة - مدارس غربية - تقليص دور الأزهر".
4- تغريب وسائل الإعلام لصبغ حياة المسلمين مِن خلالها بالصبغة الغربية.
5- تحريض المرأة على نبذ الإسلام وتعاليمه، وأخيرًا: تصوير الإسلام بأنه سبب التخلف والأزمات!
6- سلوا مصر عن هويتها الإسلامية... تجيب:
- أنا مصر قلب الإسلام ومصدر صحوته المعاصرة.
- أنا مصر الأزهر؛ أول جامعات الإسلام.
- أنا مصر الأذان؛ فاسألوا أهل المآذن فأنا السباقة في أرض الإسلام.
- أنا مصر الحج والعمرة؛ انظر إلى الحرم فأبنائي لا ينقطعون منه بالمرة.
- أنا مصر رمضان وثورة أهلي على العادات, انظروا إليهم يوم ثبوت الهلال.
- أنا مصر التي يزين أطفالها شوارعها فرحًا بقدوم رمضان.
- أنا مصر التراويح وكثرة الصدقة والصيام.
- أنا مصر المساجد الساهرة بجموع المصلين والمتهجدين في رمضان.
- أنا مصر الطرق الفارغة إذا نادى المنادي لصلاة المغرب بالأذان.
- أنا مصر موائد الإفطار في المناطق الراقية والفقيرة تنافسًا علي نيل الأجر والثواب.
- أنا مصر إفطار الطريق الذي يتنافس فيه الفقير والغني حتى ينال الثواب بتقديم التمرات.
- أنا مصر ليلة القدر حيث امتلأت مساجدي وطرقاتي بالراجين للعفو والرحمات.
- أنا مصر صلوات الأعياد التي انتشرت في أرض الله اليوم بجموع المصلين والمصليات.
- أنا مصر التكبير ترتج به أرضي في هذه الساعات.
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.
7- واجبنا في مواجهة محاولات العبث بالهوية الإسلامية:
1- التمسك بتعاليم الإسلام والتحاكم إلى شريعته في جميع مناحي الحياة: قال الله -تعالى-: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام:162-163)، (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ... ) (المائدة:48)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَبَدًا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي) (رواه الحاكم، وحسنه الألباني).
2- الاعتزاز بالانتساب للإسلام واجتناب مشابهة غير المسلمين: قال -صلى الله عليه وسلم-: (لَتَتَّبِعُنَّ سُننَ مَنْ قبلكُمْ شبْرًا بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ). قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: (فَمَنْ؟!) (متفق عليه).
8- وصايا وتنبيهات
أولاً: احذروا الضياع:
- فضل الله على أهل مصر بثورة يناير: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) (الأنفال:17).
- الواجب الشكر بإقامة دينه: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) (الحج:41).
- ولكن كان مِن البعض الجحود ومخالفة أمر الله -تعالى-: "طلب الليبرالية والأنظمة المخالفة لأمر الله، ورفض الإسلام وشريعته" (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) (الأعراف:138).
- ولذا كانت العقوبة: "الضياع والذل": (فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) (المائدة:26)، (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه:124).
- المخرج: التوبة وإقامة أمر الله: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) (نوح:10-12).
ثانيًا: حرمة الدماء:
- الاعتداء على الأنفس من أعظم المحرمات: قال الله -تعالى-: (وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ) (الأنعام:151)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).
- القتل جريمة عامة تفسد المجتمع: قال الله -تعالى-: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) (المائدة:32).
ثالثًا: حرمة الظلم والبغي:
- حرَّم الله الظلم بأنواعه: قال الله -تعالى- في الحديث القدسي: (إني حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا) (رواه مسلم).
- لا يحملنك الخلاف على ظلم المخالف: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ) (المائدة:8).
- أيها الظالم... مهما طال ليل الظلم فلابد من طلوع النهار: (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا) (الكهف:59)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ) (متفق عليه).
- أين الفرعون الذي انحاز إلى فئة وظلم الفئة الأخرى؟ قال الله -تعالى-: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (القصص:4).
- الهلاك قرين الظلم والطغيان: (وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ . الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ . فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ . فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ . إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (الفجر:10-14).
- أيها المظلوم... جعل الله لكَ ولدعوتك مكانة وشأنًا: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقُوا دَعْوَة المَظْلُومِ فَإنَّهَا تُحْمَلُ على الغَمامِ، يَقُولُ الله: وعزَّتِي وَجَلالِي لأنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).
رابعًا: المستقبل للإسلام:
- الواقع الأليم لن يدوم: (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) (آل عمران:140) "انتصروا في بدر وهزموا يوم أحد - زلزلوا يوم الأحزاب وزلزلوا مكة يوم الفتح - سقطت بغداد وفتحت القسطنطينية - سقطت الأندلس وأُعلنت الدولة العثمانية".
- تصبروا بحال الأوائل: (بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ثُمَّ يَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ)، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: (الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ) (رواه مسلم، وأحمد واللفظ له، وصححه الألباني).
- ستزول الغربة يومًا: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلامَ، وَذُلا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).
- سيصل الإسلام إلى معاقل أوروبا: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً: قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ: (لا, بَلْ مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً) (رواه أحمد، وصححه الألباني).
- نسبة مواليد المسلمين في أوروبا تفوق غيرهم في بعض البلدان!
خامسًا: ماذا نريد لمصر وللمسلمين؟
- نريد لمصر والمسلمين أن يعودوا إلى ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام.
- نريد لمصر والمسلمين أن ينعموا بشريعة ربهم الذي هو أعلم بما يصلحهم (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50).
- نريد أن نأخذ المسلمين لدين الله، ونحن نعلم كم غيَّر أعداء الدين مِن دينهم!
- نريد أن نعود بالمسلمين بالصبر وعدم التعجل حتى لا نصطدم بالواقع الأليم، فنحن نفهم المنهج المناسب لكل زمان؛ لأننا نقتدي بسيد الدعاة -صلى الله عليه وسلم-.
- نعين كل مَن يرفع راية الدين، ولا ننشغل أن نكون أصحاب المناصب.
- لا نريد من الناس جزاءً ولا شكورًا، بل نريد ذلك من الله.
تقبل الله منا ومنكم.