الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 29 أغسطس 2009 - 8 رمضان 1430هـ

إذا بدَّد لقطة دون أن يردها إلى صاحبها ولا يعرفه

السؤال:

وجدت حقيبة صغيرة تحتوي على مبلغ 25 ألف جنيه، وميداليتان ذهب، ومفاتيح سيارة، ومفاتيح شقة مكتوب عليها اسم شارع بدون عنوان، وخفت أن يلعب الشيطان برأسي بعد أن ذهبت بها إلى المنزل، فنزلت مرة أخرى أسأل عن أحد ضاع منه شيء في المكان الذي وجدتها فيه، فلم أجد.

ثم قمت في اليوم الثاني بتعليق ورق في أماكن متفرقة، ووضعت رقم تليفون، فلم أجد أحدًا لمدة تتراوح بين يومين أو ثلاثة، فلم يتصل بي أحد، فقلت لشيخ بجواري: "إني وجدت حقيبة"، فحكى لي قصه معناها أن شابًّا وجد شيئًا مثل هذا فأعطاه لشيخ المسجد ليخلص من الشيطان، فأحسست أنه يريد أن يأخذها، إلا أنه لم يطلبها صراحة، إلا أني لم أعطها إياه.

وبعد اليوم الثالث قمت بإلقاء خط التليفون المكتوب في الإعلان، وبدأت أصرف النقود، وفجأة وجدت أشخاصًا من الشرطة يسألون عني بحجة أن شخصًا عمل لي محضرًا في الشرطة أنه نسي معي في التاكسي مبلغ كبير، فقلت لهم: "أذهب معكم، وأنظر يتعرف عليَّ أم لا"، فذهبت بنية أني لو وجدت الرجل تكلمت معه وديًّا، وأعطيه المبلغ المتبقي، وأعده برد الباقي، وعندما ذهبت لم أجد أحدًا في القسم، وقد قالوا لي المواصفات التي كنت قلتها للشيخ، فشككت أن الشيخ هو الذي اتصل بهم.

المهم لم أجد صاحب الأموال، وقمت بإلقاء الذهب في البحر كي لا يتم العثور عليَّ إذا قمت ببيعه، وتصرفت في النقود، ومرت سنة، ثم تفضَّل الله عليَّ بالهداية والتحيت، وأصبحت -أحسبني- ملتزمًا، والآن أصبح هذا الموضوع يؤرقني، حتى إن الشيطان يشككني في توبتي حتى أعود كما كنت، وأنا الآن لا أملك المبلغ، ولا أستطيع تدبيره، فماذا أفعل؟ أرجو إجابتي؛ لأني في ضيق شديد.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعليك بالتوبة إلى الله -تعالى- مما قمت به، ثم عليك أن تجتهد في التصدق بالمبلغ الذي أنفقته والذهب الذي رميته نيابة عن صاحبه المجهول الذي غالبًا فقد الأمل في العثور على حقيبته، وهو دين في عنقك ولو بالتقسيط.

وإذا كان ممكنـًا أن تسأل أهل الاختصاص عن اسم الشارع المكتوب -لو كان ما زال موجودًا معك-، وتسأل عن شخص فُقد منه مبلغ كبير، فلابد لك أن تذهب وتستسمحه، وتعده بتسديد ما عليك بالتقسيط، وإذا كان هذا غير ممكن فعليك التصدق ولو بالتقسيط حتى تؤدي ما عليك؛ لأنك قصَّرت في التعريف الواجب فيه سنة كاملة.

وقد أحسنت حين لم تعطِ المبلغ لإمام المسجد؛ لأن التعريف واجب عليك لا عليه.