مشهد أبكى العالم، وأفزعه، وأقلق كل طفل، وروعه.
يوم صرخ محمد الدرة في وجه قاتله ليمنعه، لكنه ما أسمعه.
فالحقد أعمى مدفعه، مات الشهيد، وكانت دماه مضجعه.
ما زال صراخك في سمعي كالسيف يعربد في الأحشاء
مــازال بـكــاؤك يـذبـحــني ويـمـزقـني قـطـعـا أشـــلاء
والـحـزن يـكــبـل أفــــكـاري والـهـم يـسيـطـر بالأجــواء
والـقـلـب سـجـيـن مــقـهـور مــــا يـــعــــرف إلا الـلأواء
ورصاص الــغــدر يلاحـقـنا ويـحاصـرنا جـيـش الأعـداء
ووحـوش صـارت تـنهـنشنا يـسـكـرها لحـم ودمـــــــــاء
عـيـناك تــدور من الـخـوف قـدماك تـهـرول بالرمــضـاء
وأنـيـنـك يـخـــبـو في وهـن تـسـكـته أيـــــدي الــجـبـنـاء
والـصـخـرة تبـكي والأقـصى بدمـوع تـسـبـح في الأرجــاء
والـضـفـة صــــار يـهـددهـا وحـش الـهـمـجـية والإفـــناء
والـبـحـر الثائـر في غـضـب يـقـذف بالــمــوج وبالأنــواء
وجــمـوع الـكـون تـواسـيـنا أرض ومـــــيــاه وســـــمــاء
والـعـالـم يـرقــب فـي خــزي يـشـجـب يـتـنــكـر بالأنــبـاء
يــا درة قـــــــلـبي لا تـحـزن هـــذي أقــــــــدار وقــــضــاء
سـأصـبـر أمــك يـــا ولــــدي وأذكـرهـا أجــــر الـشــــهـداء
وأســـمـــعـــهـا آي الــقــرآن لـتـعـلـم أنـــك فـي الأحــــيـاء
في جـنـة خـــــلـد تــسـكـنـها وتـدوم الـراحـة بـعـد عــــنـاء
سـأسـيـر بـدربـك يـــا ولـــدي بــذل وجــــهـــاد وعــــــطــاء
وسـأتـلـو يــا ولـــــدي دومـا أول آيــــــــــات الإســـــــــراء
لـيـعـيـش الـقـلـب عـلى أمــل يـنـتـظـر الـثـار مـن الـدخـــلاء
وتـعــود جـيــوشـي للأقـصـى تـــطـــهـــر كـــــل الأنـــحـــاء
ويــدوي فـي كــــل بــــــــلادي تـكـبـيـر يـعـلـــتو ونــــــــــداء
وتـعـيـش بـــــلادي فـي سـعــد وتـغـرد صــبــحـا ومـــــســاء
وتـعـــود الــبســـمـــة يـــانـعـة تـرســـم أفــراحـــا خـــضــراء