الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الجمعة 01 أغسطس 2025 - 7 صفر 1447هـ

بيان من "الدعوة السلفية" بخصوص الوقفة المخزية للحركة الإسلامية -فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين المحتلة-

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فبعد عدوان صهيوني على أهلنا في غزة قد اقترب من إتمام عامه الثاني، وسط قصفٍ وقتلٍ مستمرٍ على يد مجرمي الكيان الصهيوني، وبعد إحصاء 60 ألف قتيل -نسأل الله لهم الشهادة-؛ هذا غير أعدادٍ من القتلى تحت الأنقاض لا يعلمها إلا الله، وبعد أضعاف مضاعفة من المصابين والجرحى، وبعد دعم مطلق من أمريكا والعديد من الدول الأوروبية، وصمت المنظمات الدولية، وعجز المنظمات العربية والإسلامية.

وبعد أن محت آلة الإجرام الصهيونية 90% من قطاع غزة وحصار ما تبقَّى من أهلها حصارًا بلغ حدَّ المجاعة، لدفع سكان القطاع للهجرة نحو مصر، وتصفية القضية الفلسطينية.

وبعد الموقف الصلب من مصر في رفض التهجير، والصمود في مواجهة تصفية القضية الفلسطينية والسباحة منفردة عن المنطقة كلها ضد التيار الجارف للإملاءات والممارسات الصهيو - أمريكية، وكذلك الحرص الشديد على تقديم الدعم والمساعدات لأشقائنا في غزة؛ خرجت حفنة مما يسمَّى: "الحركة الإسلامية" -وهم فرع الإخوان المسلمين داخل فلسطين المحتلة-؛ لتحصل على ترخيص من "بن غفير" -وزير الأمن القومي الصهيوني- للتظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب؛ للتنديد بما يدعونه زورًا من حصار مصر لأهلنا في غزة!

ووسط حضور قيادات ما يسمَّى: "بالحركة الإسلامية"، وبعد تأكيد هوية الحركة بتذكير الحضور بأحداث رابعة؛ شنَّ قيادات الحركة هجومًا على مصر، واتهمتها بحصار القطاع ودفع أهله نحو الهجرة خارجه!

وهذا من أعجب التهم: إذ كل فلسطيني مخلص يعلم رفض مصر للتهجير ووقوفها في وجه الإرادة الأمريكية والصهيونية بهذا الخصوص، ودفعت مصر ضريبة هذا الموقف -وما زالت-.

كنا نتوقع: أن تتظاهر ما تسمَّى: بـ"الحركة الإسلامية" أمام الكنيست، أو وزارة الدفاع الصهيونية، والتي خرجت منها قرارات القتل والتجويع لأهلنا في غزة، والتي تقع على بعد خطوات من مظاهراتهم البائسة!

كنا نتوقع: أن تخرج ما تسمَّى: بـ"الحركة الإسلامية" في مسيرات نحو باقي المعابر التي تفصلهم عن غزة، فبين غزة وفلسطين المحتلة ما لا يقل عن ستة معابر، كنا نتوقع أن يتحركوا نحو تلك المعابر حاملين ما يستطيعون من مساعدات ليحرجوا الكيان الصهيوني أمام العالم؛ إلا أنهم أبوا إلا أن يغسلوا يد الصهاينة أمام العالم من القتل والحصار، ويوجهوا أصابع الاتهام في الاتجاه الخاطئ نحو مصر! تناغمًا مع ما تقوم به جماعة الإخوان من حصار السفارات المصرية حول العالم لتصفية حساباتها السياسية مع السلطة في مصر، وتقديم الانتقام من السلطة في مصر على رفع المعاناة عن شعبنا في غزة!

فتستنكر "الدعوة السلفية" هذه الوقفات العبثية التي تسكت عن الجاني وتتهم البريء، والتي تجعل بأس الأمة بينها، وتخفف الضغط عن العدو الصهيوني!

ونحن نعلم أن تلك الحفنة التي تظاهرت بينما كانت تخفق الأعلام الصهيونية، وتحت حراسة -وبإذن- الشرطة الصهيونية لا تمثِّل أهلنا في فلسطين، ولا عرب 48 الذين يعلمون مَن وقف مع القضية الفلسطينية، ودفع مِن دماء شعبه في سلسلة من الحروب، كان آخرها حرب 73، ومن يتاجر بالقضية الفلسطينية!

وتهيب الدعوة السلفية بالأمة الإسلامية والعربية بالمسارعة لتقديم يد العون لأهلنا في غزة والضفة، والتعاون فيما بينها لكف يد الصهاينة عن شعبنا المظلوم في فلسطين.

اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين.

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يعز فيه وليك ويذل فيه عدوك، ويعمل فيه بطاعتك، ويُنهى فيه عن معصيتك.

الدعوة السلفية بمصر

الجمعة 7 صفر 1447هـ

1 أغسطس 2025م