كتبه/ طلعت مرزوق
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالسلوك مرآة الفكر، ومِن عقائد الشيعة الإمامية الجعفرية الاثني عشرية:
- رِدة الصحابة -رضي الله عنهم- بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام، إلا نفرًا قليلًا منهم.
- الوصاية النبوية بالخلافة مِن بعده -صلى الله عليه وسلم- لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ثم بقية الأئمة الاثني عشر مِن نسل فاطمة -رضي الله عنها-.
- عصمة الأئمة.
- الرَّجعة.
- البَداء، وهو مِن عقائد اليهود.
- التَّقية.
- ومن عقائد (غلاة) الاثني عشرية: تحريف القرآن.
ولم يكن للشيعة الإمامية أي وجود زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر، وعمر، وعثمان -رضي الله عنهم-؛ فلما كانت خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، استثمر عبد الله بن سبأ اليهودي الذي كان يُظهِر الإسلام، الفتنة في بعض المدن والبلدان ضد الخليفة، وتنقل بين هذه الأماكن، وشارك البُغاة الذين قتلوه مظلومًا شهيدًا -رضي الله عنه-.
واستمر في دعوته السرية الباطنية، فاخترع وروَّج قصة وصاية عَلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وفكرة أن لكل نبي وصيًّا (وهي فكرة يهودية في الأساس، ومنهم انتقلت إلى بلاد فارس). وادَّعى ابن سبأ أنه (الباب)، ثم اخترع فكرة ألوهية علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعد واقعة التحكيم. فلمَّا حرقهم عَلي -رضي الله عنه-؛ هرب ابن سبأ، ثم هلك بعد أن نَشَرَ بدعته -عليه مِن الله ما يستحق-.
وكانت مُصيبة قتل الحسين بن عَلي -رضي الله عنهما- بكربلاء مظلومًا شهيدًا مِن ظالمين متعدين، وتبرأ أهل السُّنة والجماعة مِمَن قتله، أو أعان على قتله، أو رضي به، ولكن فتنة الإمامية الباطنية التي أسسها عبد الله بن سبأ اليهودي ظلت قائمة.
وانحصر صراع الشيعة الباطنية مع أهل السُّنة، وانعدم دورهم في الفتوحات، أو أي جهود دعوية بارزة لغير المسلمين، ثم قامت الدولة العُبيدية الشيعية (909م - 1171م)، وأطلقوا عليها: "الفاطمية"؛ لأجل التغرير والتلبيس على العوام، وقد أُسِست في تونس، ثم انتقلت إلى مصر، وامتد سلطانها إلى أجزاء مِن الشام والجزيرة العربية.
وقد نشروا الكفر والزندقة، وإيذاء أهل السُّنة، وموالاة الكفار ضد المسلمين، إلى أن قضى عليهم السلطان صلاح الدين الأيوبي، ثم انتصر على الصليبيين، وحرَّر بيت المقدس عام 1187م.
وفي عهد الخليفة العباسي المستعصم بالله عام 1258م، أعان الوزير الشيعي ابن العلقمي المغول التتار في احتلال بلاد المسلمين، ثم قامت الدولة الشيعية الصفوية الاثني عشرية في بلاد فارس على يد الشاه إسماعيل الصفوي، عام 1501م، وتم فرض العقيدة الصفوية الفارسية بالمجازر والإكراه على أهل السُّنة مِن الشافعية البالغ نسبتهم 90% مِن السكان حينئذٍ.
استفزت المجازر الصفوية لأهل السُّنة، السلطان العثماني سليم الأول، فقام بتحرير بغداد مِن الاحتلال الصفوي عام 1514م، وأسر زوجة الشاه إسماعيل الصفوي، الذي فرَّ مِن بغداد، وأبرم حِلفًا مع الصليبيين البرتغاليين ضد المسلمين.
وبعد هلاك الشاه إسماعيل الصفوي في تبريز عام 1524م، خلَّفه ابنه الشاه طهماسب، الذي تحالف مع المجر والنمسا ضد الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليمان القانوني عام 1525م.
واستعان الشاه طهماسب بن إسماعيل الصفوي، بأحد دعاة الشيعة اللبنانيين (نور الدين علي بن عبد العال الكركي) الذي أسس لنظرية ولاية الفقيه، واعتبر الكركي الشاه طهماسب نائبًا ووكيلًا عن الإمام الثاني عشر المنتظر الغائب!
وبعد هلاك الشاه طهماسب، خلَّفه ابنه إسماعيل الثاني، ثم ابنه الثاني محمد خدابنده، ثم عباس الكبير بن محمد خدابنده؛ الذي تواطأ مع بريطانيا ضد العثمانيين، ومنع الحج إلى مكة، وأجبر الناس على الحج إلى قبر علي الرضا في مدينة مشهد، وقام بتكريم النصارى، وبنى لهم الكنائس، وأعفاهم مِن الضرائب، وشاركهم أعيادهم، واحتسى الخمر معهم.
بعد هلاك الشاه عباس الكبير بن محمد خدابنده، خلفه الشاه صفي الأول؛ الذي حرَّر العثمانيون العراق في عهده مرة جديدة وأخيرة، ولم يعد الصفويون إلى بغداد إلا في عام 2003م على ظهور الدبابات الأمريكية.
وانتهت الدولة الصفوية بعد حوالي مائة عام مِن عهد الشاه صفي الأول؛ أي: عام 1722م، بعد أن استمرت 221 عامًا، حيث تأسست على يد الشاه إسماعيل الصفوي عام 1501م.
وكانت الدولة الصفوية مِن أهمِّ أسباب تعثر وتوقف الفتح الإسلامي لأوروبا، وترجع أصول مؤسسها الشاه إسماعيل الصفوي إلى سلالة صفي الدين الأردبيلي، أحد مريدي تاج الدين الزاهد الكيلاني، صاحب إحدى الطرق الصوفية، والذي قام حفيده إبراهيم بتطوير طريقته الصوفية، ثم اعتنق المذهب الشيعي الإمامي.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.