الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 05 سبتمبر 2023 - 20 صفر 1445هـ

الكبائر (29) إتيان العرافين والمنجمين (موعظة الأسبوع)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

المقدمة:

- الكبائر هي تلك الذنوب المهلكة، التي ضَمِن الله لمَن اجتنبها في الدنيا، الجنة في الآخرة: قال -تعالى-: (إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا) (النساء: 31).

- إتيان العرافين والمنجمين من الكبائر العظام، والذنوب الجسام؛ لما له من أثر سيئ على عقيدة المسلم وإسلامه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) (رواه مسلم)(1).

تعريف العراف والمنجم والكاهن:

- الكاهن هو: الذي يتكهن بما في المستقبل.

- وأما العراف فهو: الذي يدعي معرفة الماضي.

- وأما المنجم فهو: مَن يستدل بالنجوم على أمور الغيب، ومعلوم أن الدَّجَل يشمل ذلك كلَّه، قال البغوي -رحمه الله-: "العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة، ونحو ذلك" (شرح السنة). وقيل: هو الكاهن، والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل. وقيل: الذي يخبر عما في الضمير.

وقال ابن تيمية -رحمه الله-: "العراف اسم للكاهن والمنجم والرَّمَّال، ونحوهم ممَّن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق" (مجموع الفتاوى لابن تيمية).

- الإشارة إلى شيوع ذلك فيما يسمونهم بالطبقة الراقية، بعد أن كان محصورًا في طبقة الفقراء، وغير المثقفين، وهذا يدل على أن الشعوذة والدجل لا تحارب بالتقدم العلمي والتكنولوجي، بل إنها تحارب بنشر العقيدة الصحيحة.

الترهيب من إتيان العرافين والكهان :

- الكهان والعرافون يدعون علم الغيب، وذلك من خصائص الرب -سبحانه-: قال -تعالى-: (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (النمل: 65)، وقال -تعالى-: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) (الجن: 26 ،27)، وقال -تعالى-: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ) (الأنعام: 59)، وقال -تعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ) (الأنعام: 50)، فإذا كان خير الناس محمد -صلى الله عليه وسلم- لا يعلم الغيب؛ فكيف بمَن هم دونه مرتبة وشرفًا ومكانة؟!

- الكاهن لا يصل إلى حقيقة عمله إلا باستخدام الجن والتقرب إليهم بالتقربات الشركية(2)، فتستمتع الجن به من جهة ما صرف لها من العبادة، ويستمتع هو بالجن من جهة ما يخبره به الجن من الأمور المغيبة: قال -تعالى- في عاقبتهم في الآخرة: (‌وَيَوْمَ ‌يَحْشُرُهُمْ ‌جَمِيعًا ‌يَا مَعْشَرَ ‌الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (الأنعام:128) .

وعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَاسٌ عَنِ الْكُهَّانِ، فَقَالَ: (لَيْسَ بِشَيْءٍ)، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَا أَحْيَانًا بِشَيْءٍ فَيَكُونُ حَقًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ، يَخْطَفُهَا مِنَ الْجِنِّيِّ، فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، فَيَخْلِطُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ) (متفق عليه).

- الكهنة والعرافون على طريقة السحرة المجرمين: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنَ النُّجُومِ، اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ) (رواه أبو داود، وحسنه الألباني).

- مَن جاءهم وتعامل معهم، فهو على غير طريقة المسلمين، ودينه وعقيدته على خطر عظيم: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ، أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ، ‌أَوْ ‌سَحَرَ ‌أَوْ ‌سُحِرَ ‌لَهُ) (رواه البزار، وقال الألباني: صحيح لغيره)، وقَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني).

أحوال مَن يأتون العرافين والمشعوذين:

مَن جاء إلى كاهن أو عراف أو منجم أو دجال، يسأله عن أمر غيبي؛ فلا يخلو حاله مما يلي:

1- أن يسأله ولا يصدقه، فهذا لا تقبل صلاته أربعين يومًا: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) (رواه مسلم).

2- أن يسأله ويصدِّقه، وهذا كفر بالله: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني).  

3- أن يأتيه ليسمعه فقط، وهذا فسق: قال -تعالى-: (‌وَقَدْ ‌نَزَّلَ ‌عَلَيْكُمْ ‌فِي ‌الْكِتَابِ ‌أَنْ ‌إِذَا ‌سَمِعْتُمْ ‌آيَاتِ ‌اللَّهِ ‌يُكْفَرُ ‌بِهَا ‌وَيُسْتَهْزَأُ ‌بِهَا ‌فَلَا ‌تَقْعُدُوا ‌مَعَهُمْ ‌حَتَّى ‌يَخُوضُوا ‌فِي ‌حَدِيثٍ ‌غَيْرِهِ ‌إِنَّكُمْ ‌إِذًا ‌مِثْلُهُمْ ‌إِنَّ ‌اللَّهَ ‌جَامِعُ ‌الْمُنَافِقِينَ ‌وَالْكَافِرِينَ ‌فِي ‌جَهَنَّمَ ‌جَمِيعًا) (النساء: 140)، فإذا كانت هذه حال السائل في الصور المتقدمة؛ فكيف بحال المسئول؟!

4- أن يسأله بقصد فضح أمره، ولبيان عجزه للناس(3)، وهذا مستحب لمَن قدر عليه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن صيَّاد -أحد دجالي اليهود-: (إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا!) فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ) (متفق عليه).

ما يغني عن إتيان الكهان والدجالين؟

1- حسن التوكل على الله: قال -تعالى-: (وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) (البقرة: 102)، وقال -تعالى-: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (التوبة: 51)، وقال -تعالى-: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ) (يونس: 107).

2- التوبة من المعاصي والكبائر: قال -تعالى-: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) (الشورى: 30)، وقال العباس -رضيَ اللهُ عنهُ- في دعائه في الاستسقاء: "ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة".

3- المحافظة على قراءة أذكار الصباح والمساء، فهي حصن من الشياطين: ففي حديث يحيى بن زكريا -عليهما السلام-: (وَآمُرُكُمْ ‌أَنْ ‌تَذْكُرُوا ‌اللَّهَ ‌فَإِنَّ ‌مَثَلَ ‌ذَلِكَ ‌كَمَثَلِ ‌رَجُلٍ ‌خَرَجَ ‌العَدُوُّ ‌فِي ‌أَثَرِهِ ‌سِرَاعًا ‌حَتَّى ‌إِذَا ‌أَتَى ‌عَلَى ‌حِصْنٍ ‌حَصِينٍ ‌فَأَحْرَزَ ‌نَفْسَهُ ‌مِنْهُمْ، ‌كَذَلِكَ ‌العَبْدُ ‌لَا ‌يُحْرِزُ ‌نَفْسَهُ ‌مِنَ ‌الشَّيْطَانِ ‌إِلَّا ‌بِذِكْرِ ‌اللَّهِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).  

4- الإكثار من قراءة سورة البقرة في البيوت: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ) (رواه مسلم).

5- أكل سبع تمرات صباحًا قبل أن يأكل أو يشرب شيئًا: قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن تَصَبَّحَ كُلَّ يَومٍ سَبْعَ تَمَراتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ في ذلكَ اليَومِ سُمٌّ ولا سِحْرٌ) (متفق عليه).

خاتمة:

- كثيرون هم الذين فقدوا الثقة بالله، فما أن يصيبهم سحر أو مرض، أو عين، أو لم يرزق بأولاد، حتى يفزعوا إلى الدجالين والكهان: قال -تعالى-: (أَمَّن يُجِيبُ ?لْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ?لسُّوء وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَاء ?لأرْضِ أَءلَـهٌ مَّعَ ?للَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ) (النمل:62)، وقال: (‌وَعَلَى ‌اللَّهِ ‌فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (المائدة: 23).

- إن الركون إلى هؤلاء يعرِّض عقيدة المسلم للخطر العظيم: قال -تعالى-: (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ ‌فَقَدْ ‌ضَلَّ ‌ضَلَالًا ‌بَعِيدًا) (النساء: 116).

- فليحذر المسلم من إتيان الكهان والعرافين لإيذاء الناس، أو ليطلب منهم قضاء الحاجات؛ فهو ظلمات بعضها فوق بعض: قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) (الأحزاب: 58)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني).  

فاللهم مسكنا بالإسلام حتى نلقاك، وألحقنا بالصالحين في جنات النعيم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قوله: (مَنْ أَتَى): الإتيان له صور عديدة، منها: أن يكون بالذهاب إليه، أو بالجلوس إلى قارئة الكف، أو الفنجان، أو صاحبة الودع، أو بفتح المندل، أو بمطالعة أبراج الحظ، أو بمشاهدة بعض الفضائيات التي تبث كلامهم؛ لمعرفة المستقبل، والحظ، وطلب الزواج، والنجاح في الامتحان، ومعرفة السارق، وغير ذلك من الأمور التي اختص الله -سبحانه وتعالى- بعلمها، بل إن بعض الناس يتخذون القرارات في قضايا مهمة في حياتهم: كالزواج، والطلاق، أو السفر أو التجارة بناءً على ما قاله المنجم!

وهناك مَن يتقدم للزواج فتسأله المخطوبة: ما برجك؟ فإذا كان برجه لا يوافق برجها كما قال العراف فيها فإنها ترفض الزواج منه! بل إن هناك مَن يحدد مواعيد الزواج باليوم والشهر بعد التشاور مع المنجم أو العراف! بل ذُكِر أن رئيس دولة كبرى كانت توضع له البرامج التي تتعلق بحياته الشخصية والعلمية بعد استشارة العرافين والكهنة!

(2) من صور تقربهم إلى الشياطين: (تلويث المصحف بالنجاسات أو إلقاؤه في المزابل وأماكن قضاء الحاجة - أو جعل المصحف كالنعل في قدميه - وكبقائهم على الجنابة دائمًا - والإكثار من الزنا والفواحش - كل ذلك تقربًا إلى الشياطين)، بل ربما طلبوا من المريدين أعمالًا شركية، كنحو: "اذبحوا كبشًا صفته كذا، بدون اسم الله، أو ذكر اسم غير الله، أواذبحوا ديكًا، أو نحو ذلك، ثم نخبركم بمرضه وعلاجه... "، نعوذ بالله من الكفر والضلال.

(3) مِن أقوالهم وأحوالهم الخداعة: يقولون: "خبر سار يصلك من إنسان تحبه!" ومَن الذي يوصل إليك الأخبار السارة إلا الذي يحبك؟! وفي مرة أخرى يقولون: "تواجهك بعض المشاكل المادية" ومَن الذي لا يواجه المشاكل المادية في هذا العصر؟! إلخ. وقد يخاطبون الناس بأسلوب الناصحين، كأن يقول أحدهم: "انتبه وكن حذرًا، فصحتك أغلى ما تملكه"، أو يقولون: "احذر مِن أصدقاء السوء"، وهكذا.