الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 05 يوليه 2017 - 11 شوال 1438هـ

هل يضمن المضارِب الأرباح إضافة إلى رأس المال إذا خسرت المضاربة بتفريطه؟

السؤال:

قام أحد الأشخاص بجمع مبلغ 6 مليون جنيه ليدخل في مشروع مصنع أدوية، فدفعت له أنا وبعض معارفي أموالاً، وذكر لنا أن الأرباح لن تقل عن 10%، واتفق معنا أنه لن يعطينا أرباحًا إلا بعد مدة محددة، وبالتالي بسبب هذه النسبة المغرية سارع الكثير لوضع أموال عنده، وأنا قمتُ بوضع مالي ومال زوجتي ومال طليقتي أم أولادي، واتفقت معه أن يعطيني نسبة ولو 2% مِن الأرباح تحت الحساب في أول كل شهر أتعيش منها لأني لا أعمل، وكان هذا دون علم بقية المودعين معه، ثم كان منه شأنه أنه بعد مرور المدة المتفق عليه أنه ظل يؤخر إعطاء الأرباح بادعاءاتٍ مختلفة لأكثر مِن شهر، فقلت له: أريد أن أرى المصنع والأوراق؛ فوجدتُ المصنع لا يسر مِن الإهمال وعدم المستوى، وفوجئت أنه لم يتخذ الأوراق اللازمة؛ فلا بطاقة ضريبية، ولا فواتير، ولا شيء، ولما سألته عن ذلك، قال: كل شيء في دماغي، فغضبت وقلت له: 6 مليون جنيه في دماغك!

وطالبته بإعطائي أموالي؛ لأنه بهذا لا يقدِّر هذه المسئولية الكبيرة، فقال: اصبر عليَّ وسأخرجك مِن هذه المعاملة، ثم بعد أشهر فوجئت يخبرنا بالكارثة أن شحنة أدوية تم مصادرتها وشريكه تم القبض عليه بسبب إخلاله بإجراءات قانونية، وبالتالي خسرنا كل شيء، وهو الآن يتعهد بإعطاء الناس أموالها، لكن بشرط أن يصبروا عليه ولا يرفعون قضايا ضده، مع العلم أن أصحاب الأموال لم يتهموه بأنه نصاب أو سارق، وتساؤلاتي هي:

1- ما الحكم في نسبة الـ2% التي كنتُ آخذها منه على أساس أنها مِن نصيبي من الـ10% مِن الأرباح مقدمًا؛ لأنه الآن يريد عدم ضمان الأرباح المتفق عليها، وليس هذا فقط، بل يريد أن يخصم ما أخذته مِن نسبة 2% مِن رأس مالي الذي أخذه مني، وهذا بلا شك فيه خسارة عليَّ، وقال لي: اكتب لي إقرارًا أنك تسلمت مني هذه النسبة! فهل هذا مِن حقه أم عليه هو ضمان ذلك؟

2- كان في نفس اليوم قبل أن يصلني خبر وقوع هذه الكارثة وانهيارها أن طليقتي أم أولادي التي كانت وضعتْ مبلغا من المال، أرادت أن تسحب مالها، فصادف أن وجدتُ شخصًا كان يريد أن يستثمر ماله فاتفقت مع المضارب أن أجري تبادلاً مع هذا الشخص وأدخله مكان طليقتي، ونغير الشيكات بقيمة المبلغ، وبالفعل أخذت مبلغ 40 ألف جنيه مِن الشخص الجديد وأعطيتهم لطليقتي وأخذت منها شيكات المضارب، وبالتالي خرجت هي بمالها ثم ذهبت للمضارب وطلبت منه أن يكتب شيكات جديدة باسم الشخص الجديد بناءً على الاتفاق الذي كان بيننا قبل أن آخذ من الرجل المال، فكانت الكارثة أن رفض المضارب كتابة شيكات جديدة وأخبرني بأن المال قد خسرناه، فطلبت من طليقتي رد المال للرجل لأنه ظُلم بهذا الشكل؛ فرفضت وقالت أنا قد أحذت حقي، ولا دخل لي بأحد، فأصبحت أنا في أزمة شديدة ولا أدري كيف أتصرف! فما الحكم الآن فيما فعلته أنا مِن المبادلة بين المالين؟  

3- هل علينا زكاة في هذه الأموال على هذا الحال؟

4- مَن عليه الضمان؟ ومَن ليس عليه الضمان؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فطالما ارتضيتم ذمته وادعى أنه خسر؛ فليس لكم إلا رأس مالكم -حتى لو كان مفرِّطـًا- بما في ذلك ما كان تحت الحساب؛ لأنه تبيَّن عدم الربح.

2- طالما خرجتْ طليقتك مِن المضاربة قبْل ظهور الخسارة فلا شيء عليها.

3- عليكم الزكاة إذا قبضتم شيئًا منها.

4- على المضارب المفرِّط ضمان رأس المال.