حكم تقصير اللحية، وما أثير مِن لغظٍ حول لحية أ."نادر بكار"
السؤال:
لعل فضيلتك علمتَ بما وقع مِن لغطٍ كبير، وشجار، وتهم متبادلة بيْن الإخوة مِن أبناء التيار الإسلامي بسبب موضوع لحية الأخ "نادر بكار"، فما هو القول الفصل في ذلك؟ فإننا نجد أن الآراء تدور ما بيْن التبرير والدفاع عن "نادر" وأنه لم يخطئ؛ لأنه لم يُعرف عن أحدٍ مِن السلف المنع مِن تقصير اللحية والقول بتحريم ذلك ما دامت باقية، وما بيْن مَن يقول بتخطئة ذلك.
وهل مِن توجيه مِن حضرتك للإخوة مِن الناحية التربوية؛ فإن البعض مِن الإخوة الشباب وطلبة العلم ممن يدافع عن الأخ "نادر" يتهم الإخوة بالعصبية وتقليد الآباء والمشايخ دون علم ونظر، وأصبح هناك كثير مِن هؤلاء الإخوة يتعاملون بمنطق أنهم حماة الدعوة السلفية، وأنهم يوجهون غيرهم ويأمرونهم، فهل مِن كلمةٍ ونصحٍ لهؤلاء وهؤلاء؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فأولاً هي صورة قديمة له وليستْ حديثة، وقد نُصح وقتها، واستجاب للنصح -جزاه الله خيرًا-.
وأما عن الحكم الشرعي: فإن الأخذ مِن طول اللحية وعرضها جائز عند جماهير العلماء، مستحب في الحج والعمرة "أن يأخذ ما زاد على القبضة"، بل واجب عند الشيخ الألباني -رحمه الله-.
وأما الأخذ منها حتى تصبح إلى حد أن تكون قريبة مِن الحَلق؛ فذاك أمر غير جائز؛ لأنه ينافي التوفير الذي أمر به الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ ويبقى أن يُنظر في هذا الحد، وهناك مِن أهل العلم مَن حرَّم الأخذ مما نقص عن القبضة.
وإذا لم يكن في المسألة نص مِن كتاب أو سُنة أو إجماع؛ فلا يحتمل الأمر هذا اللغط، وهذا الإنكار الشديد، بل يكون النصح بالود والرفق مِن الفريقين؛ فلم أسعد بما جرى بيْن الإخوة مِن عنف مِن هؤلاء وهؤلاء، والتهم المتبادلة، وكأنهم ما قرأوا مقالي: "أحوالنا بيْن الرفق والعنف" حول الرفق واللين ومنع العنف.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.