حول فتوى وجوب الهجرة مِن فلسطين!
السؤال:
1- ما وجه تخطئة حضرتك لاجتهاد الشيخ الألباني -رحمه الله- في وجوب الهجرة من فلسطين على أهلها حفظًا لحياتهم؛ وإلا تعرضوا للاستئصال بغير فائدة؟ مع أن هذا الكلام للشيخ الألباني -رحمه الله- فيه اعتبار المصالح والمفاسد، وحضرتك تنبه باستمرار على ضرورة اعتبار المصالح والمفاسد.
2- لماذا يقم موسى -عليه السلام- بتغيير المنكر الذي يراه بنفسه ويحاول منع الخضر مِن خرق السفينة وقتل الغلام مع أن ذلك يستغرق وقتًا يتمكن فيه من منعه بدلاً من أن يكتفي موسى -عليه السلام- بلومه باللسان فقط؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فوجه التخطئة لهذا القول -"مع عظيم تقديرنا للشيخ الألباني -رحمه الله-"- أن الاستئصال لهم غير وارد، بل بقاؤهم مع إقامة شعائر الدين ممكن، والمصلحة مِن بقائهم أعظم بكثير من مصلحة رحيلهم؛ إذ هذا أبعد عن تمكن اليهود من المسجد الأقصى بالكلية.
ثم لو سافر البعض فسيبقى الأكثر للضرورة؛ إذ لن يجد مئات الآلاف مأوى ومسكنًا وعملاً في الدول العربية التي بعضها أصبح أشد على مَن فيها مِن أهل السنة من اليهود "كالعراق وسوريا"؛ فلو تركهم كل خيِّر ملتزم بالدين؛ لفسد كل مَن بقي، فالتخطئة مِن جهة دراسة المصالح والمفاسد على أرض الواقع.
2- لأن موسى -عليه السلام- التزم له باتباعه وألا يعصي له أمره، وشأن التابع أن يتبع لا أن يغير بيده، بل اشترط عليه الخضر عدم السؤال، وشريعة موسى -عليه السلام- لا تلزم الخضر؛ لأنه على شريعة أخرى، أما الآن فشريعة الإسلام ملزمة للجميع.