السؤال:
في واقع حياتنا المعاصرة نرى الزوج يستيقظ باكرًا للذهاب إلى عمله ليأتي بلقمة العيش، وبالتالي فالطبيعي أن تتعاون الزوجة مع زوجها على مواجهة تحديات الحياة فضلاً عما هو أيسر من ذلك من نزولها لشراء الطعام من السوق أو من الباعة، وتوصيل الأطفال إلى الحضانة والمدرسة لأن الزوج لا يتيسر له الاشتراك في سيارة للأولاد ومثل ذلك... والحياة الزوجية قائمة على الشعور بالمسئولية والتعاون والتآلف، فهل يجوز للزوجة الامتناع عن مشاركة زوجها ومساعدته في هذه الأمور الحياتية المتكررة؟ أليس رفضها لذلك يعتبر معصية للزوج وعدم تعاون معه، وعدم إحساس بما يعانيه رب الأسرة الذي لا يستطيع أن يجد من الوقت ما يكفي للقيام بكل متطلبات الحياة في وقت واحد؟ وكيف الزوج يطالب بكل ذلك؟ أليس من حق زوجها أن يلزمها بهذه المعاونة؛ لأنها من الخدمة الواجبة على الزوجة كما يفيده حديث أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- أنها كانت تنقل النوى من أرض الزبير -رضي الله عنه-، وهي على ثلثي فرسخ، وكانت تعلف الفرس، وتستقي الماء... فكانت تخدم خارج البيت؟!
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فليس لزوجها أن يجبرها على النزول لشراء شيء من احتياجات المنزل، وكذلك في الذهاب بالأطفال للحضانة والمدرسة، ومعصيتها له في هذا ليست معصية محرمة، وليس هذا من الخدمة الواجبة على الزوجة فإن من أوجبها -وهو خلاف قول الجمهور- إنما يشترطها في المنزل، وليس في دخول الأسواق لشراء لوازم المنزل، فإن فعلتْ مع الالتزام بالضوابط الشرعية فقد أحسنتْ، وليس خروج أسماء -رضي الله عنها- على سبيل الإلزام قطعًا، فإخراج المرأة من بيتها لمصالح خارج البيت دون رضاها؛ لا أعلم خلافًا في عدم جوازه.
وهذه الأمور لا يمكن أن تتم دون تراضي الطرفين.
صوت السلف www.salafvoice.com