السؤال:
لنا جيران ومعارف مسيحيون يهدون لنا وجبات إفطار في رمضان، فهل يجوز أن أقبل إفطار رمضان من مسيحي أم لا إن تعرضت لذلك؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فيجوز قبول الهبة من الكافر ما لم يكن في ذلك ما يجر إلى موالاة.
قال البخاري -رحمه الله- في صحيحه: "باب قَبُولِ الْهَدِيَّةِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"، ثم ذكر حديث أنس في إهداء أكيدر دومة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وحديث أنس في إهداء اليهودية للنبي -صلى الله عليه وسلم- الشاة المسمومة، وأكله منها وأصحابه، وكذا إهداء ملك أيلة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بغلة بيضاء، فكساه بردًا، وقصة هاجر التي أهداها الجبار لإبراهيم -عليه السلام-.
وأما قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنِّي نُهِيتُ عَنْ زَبْدِ الْمُشْرِكِينَ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)، فقد ذكر الحافظ أوجهًا في الجمع بينه وبين الأحاديث السابقة، فقال: "... الامْتِنَاعَ فِي حَقِّ مَنْ يُرِيدُ بِهَدِيَّتِهِ التَّوَدُّدَ وَالْمُوَالاةَ، وَالْقَبُولَ فِي حَقِّ مَنْ يُرْجَى بِذَلِكَ تَأْنِيسُهُ وَتَأْلِيفُهُ عَلَى الإِسْلامِ... " (فتح الباري: 5/ 231).
(انظر فضل الغني الحميد "صور ليست من المولاة: 4- قبول الهدية منهم والإهداء إليهم" د.ياسر برهامي).
صوت السلف www.salafvoice.com