كتبه/ محمود عبد الحميد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمن عقائد الرافضة في الأئمة أنهم:
1- يعتقدون أن الحجة لا تقوم على الخلق إلا بإمام:
ويرددون عن جعفر الصادق أنه قال: "إن الحجة لا تقوم لله -تعالى- على خلقه إلا بإمام".
ويروي الكليني في "الكافي" ص(104) عن أبي حمزة قال لأبي عبد الله: "تبقى الأرض بغير إمام؟" قال: "لو بقيت الأرض بغير إمام؛ لساخت". يعني: الأرض.
ويروي عن أبي جعفر قال: "لو أن الإمام رفع عن الأرض ساعة؛ لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله".
لذلك؛ هم يعتقدون أن الإمام موجود حتى الآن في السرداب، لذلك الأرض محفوظة لم تسخ، ولم تتزلزل؛ لأن الإمام في السرداب.
2- يعتقدون أن التسليم بالأئمة ومعرفتهم من شروط الإيمان:
من لم يقل بهؤلاء الأئمة، ويسلم بهم؛ يكون كافرًا عندهم.
قال الكليني في "الكافي" ص(105) "عن ذريح قال: سألت أبا عبد الله عن الأئمة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "كان أمير المؤمنين -رضي الله عنه- إمامًا -يعني: عليًّا-، ثم كان الحسن إمامًا، ثم كان الحسين إمامًا، ثم كان علي بن الحسين إمامًا، ثم كان محمد بن علي إمامًا، من أنكر ذلك؛ كان كمن أنكر معرفة الله -تبارك وتعالى- ومعرفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
3- يعتقدون أن الإيمان بالأئمة ورد في جميع الكتب السابقة:
فيروي الكليني عن جعفر الصادق أنه قال: "ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبي قط إلا بها"، يزعمون أنها موجودة في كل الكتب.
عن أبي الحسن بن جعفر الصادق أنه قال: "ولاية عليٍّ مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولم يبعث الله رسولاً إلا بنبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- ووصية عليّ -رضي الله عنه-".
4- يعتقدون أن كل آية ورد فيها ذكر النور أن النور هو الأئمة:
يروي عن أبي خالد الكالبي: سألت أبا جعفر عن قول الله -جل وعلا-: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (التغابن:8)، فقال: "يا أبا خالد، النور -واللهِ-: الأئمةُ".
5- يعتقدون أن طاعة الأئمة فرض مثل طاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
يروي الكليني في "الكافي" عن أبي الصباح قال: "أشهد أني سمعت أبا عبد الله يقول: "أشهد أن عليًّا إمام فرض الله طاعته، وأن الحسن إمام فرض الله طاعته، وأن الحسين إمام فرض الله طاعته".
كما يروي عن جعفر الصادق قال: "نحن الذين فرض الله طاعتنا، لا يسع الناس إلا معرفتنا، ولا يعذر الناس بجهالتنا، من عرفنا؛ كان مؤمنًا، ومن أنكرنا؛ كان كافرًا، ومن لم يعرفنا، ولم ينكرنا؛ كان ضالاً حتى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعته الواجبة".
6- يعتقدون أن طاعة الأئمة كطاعة الرسل:
عن أبي الحسن العطار قال: سمعت أبا عبد الله يقول: "أُشرِك بين الأوصياء -يعني: الأئمة- والرسل في الطاعة".
7- يعتقدون أن الأئمة لهم حق التحليل والتحريم:
يروي الكليني في "الكافي" عن محمد بن سنان أنه طلب من أبي جعفر الثاني محمد بن علي التقي تفسير وجود الاختلاف بين الشيعة في مسألة الحلال والحرام، فقال: "يا محمد، إن الله -تعالى- لم يزل منفردًا بوحدانيته، ثم خلق محمدًا وعليًّا وفاطمة، فمكثوا ألف دهر، -يعني: أول من خُلِقَ محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلي وفاطمة- ثم خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها، وأجرى طاعتهم عليها، وفوض أمورها إليهم، فهم يحلون ما يشاءون، ويحرمون ما يشاءون، ولن يشاءوا إلا أن يشاء الله -تعالى-" أي: مثل اعتقاد النصارى أن ما يحله الأحبار والرهبان في الأرض؛ يحله الله في السماء، وما يحرمونه في الأرض يحرمه الله في السماء، هو نفس الاعتقاد.
8- يعتقدون أن الأئمة معصومون كالأنبياء:
قال في "الكافي" في صفة الإمام: "فهو معصوم مؤيد، موفق مسدد، وقد أمن من الخطأ والزلل والعثار، يخصه الله بذلك؛ ليكون حجة على عباده، وشاهده على خلقه".
9- يعتقدون أن للإمام خصائص عشر تميزه عن بقية البشر:
روى الكليني في "الكافي" عن زرارة قال: قال الإمام الباقر: "للإمام عشر علامات: يولد مطهرًا مختونًا، وإذا وقع على الأرض ؛ وقع على راحتيه -أي: ينزل من بطن أمه على يديه- رافعًا صوته بالشهادتين، ولا يجنب -كيف وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يغتسل من الجنابة؟!-، وتنام عيناه ولا ينام قلبه -يعني: الإمام-، ولا يتثاءب، ولا يتمطى، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه، ونجوه -أي: الريح الذي يخرج منه- كرائحة المسك، والأرض مأمورة بستره وابتلاعه، وإذا لبس درع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت وفقًا -أي على مقاسه-، وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبرًا" كل ذلك من الباطل الذي يعتقدونه.
10- يعتقدون أن الإمام لا يكون في رحم الأم، بل يكون في جنبها، ويولد من فخذها:
روى المجلسي في كتابه "حق اليقين" عن الإمام الحادي عشر الحسن العسكري قوله: "حملنا نحن أوصياء الأنبياء -أي: الأئمة- لا يكون في رحم البطن، بل يكون في الجانب، ونحن لا نأتي من خارج الرحم، بل نأتي من أفخاذ الأمهات؛ لأننا نحن الأئمة نور الله -تعالى-، لهذا فهو يضعنا بعيدًا عن القذارة والنجاسة"
فالمنسوب إلى أبي جعفر الصادق ومحمد الباقر وأبي الحسن العسكري كل ذلك كذب وزور، فهم من أهل البيت كانوا أتقياء، وكانوا علماء عباد وزاهد، فالشيعة ينسبون إليهم هذا الزور والبهتان؛ لكي يدلسوا على الناس.
11- يعتقدون أن درجة الإمامة أعلى من درجة النبوة وتتساوى مع درجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
بمعنى: أنهم أفضل من جميع الأنبياء، ويتساوون مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال الباقر المجلسي في كتابه "حياة القلوب": "إن الإمامة أعلى من رتبة النبوة".
وقال الخميني في كتابه "الحكومات الإسلامية": "إن لأئمتنا مقامًا لا يصله لا ملك مقرب ولا نبي مرسل".
ويروون عن جعفر الصادق في فضل درجة ومرتبة علي المرتضى ومن بعده من الأئمة: ما جاء به عليّ؛ أخذ به، وما نهى؛ انتهي عنه، جرى له من الفضل ما جرى لمحمد، ولمحمد الفضل على جميع خلق الله -تعالى-؛ المتعقب في شيء من أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله، والرد عليه في صغيرة أو كبيرة؛ كالرد على حد الشرك بالله، كان أمير المؤمنين باب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وسبيله الذي من سلك غيره؛ يهلك، وكذلك جرى لأئمة الهدى واحداً بعد واحد" هذا الكلام في فضل الأئمة.
ويروون عن علي -رضي الله عنه- بالكذب والزور: "إن الملائكة وجميع الأنبياء سلموا لي كما سلموا لمحمد، وأنا من أرسل الناس إلى الجنة والنار"
ورواية أخرى يذكرها بعض علماءهم فيقول لهم: إن الآلوسي -وهو من علماء السنة في العراق- كان يدرس في مجلسه فذكر لهم حديثًا في "الصحيحين" -وهو ليس عندنا حديث مثل هذا فهذا من الكذب والزور- فقال: "لا يجوز أحد الصراط إلا بصك من علي". فقال له أحد تلامذته: وهل يحتاج الشيخان -يعني: أبو بكر وعمر؟- فقال له: إذا كان الأنبياء والرسل لا يجوزون الصراط إلا بصك من عليّ!".
فهذا اعتقاد باطل فيه تفضيل الأولياء والأئمة على الأنبياء والمرسلين حتى فضلوهم على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.
ورواية أخرى: "وكان أمير المؤمنين كثيرًا ما يقول: أنا قسيم الله بين الجنة والنار، وأنا صاحب العصا والمبسم، ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل بمثل ما أقروا لمحمد -صلى الله عليه وسلم-".