الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أوصى الكاتب الصحفي "سليمان جودة" في مقالة نشرتها "المصري اليوم" القائمين على أمر الطيران المدني ببلادنا بتغيير تلاوة قوله تعالى: (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ. وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ) الذي يقرأ في بداية رحلات الطيران والذي علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نردده عند ركوب وسائل المواصلات، واقترح الكاتب بدلا منها تلاوة قوله تعالى: (فالله خيرا حافظا وهو أرحم الراحمين)، كما أوصى أيضا بتغيير دعاء السفر المأثور (اللهم إنا نعوذ بك وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب) وطالب باستبداله.
ولعلك تعجب كما عجب الكثيرون غيرك: وماذا ينقم الكاتب من هذه الآيات ومن هذا الحديث، وإذا علم السبب بطل العجب كما يقولون، فالرجل قد دله فكره إلى أنه "ليس معقولاً أن يسمع الراكب، بمجرد وصوله إلى المقعد، عبارات من قبيل: (كآبة المنظر) و(سوء المنقلب)!.. وقبل ذلك، يكون الراكب نفسه، قد أحس قطعاً بخوف فى داخله، وهو يسمع النداء يقول: وإنا إلى ربنا لمنقلبون!"، ثم زادنا الرجل إيضاحا لمقصوده –وليته ما فعل- فقال: "وما أشد إحساس الراكب ذاته، بالأمن، والطمأنينة، والسكينة، وهو يسمع (فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين) ثم ما أشد إحساسه هو نفسه، بالفزع، وهو يسمع (وإنا إلى ربنا لمنقلبون).. مع أن هذا قرآن وهذا قرآن!"
وبعد أن صُدم الناس فأنكروا عليه -حتى قراءه- واشتدت عليه ردة فعلهم وراحوا يسفهون رأيه ويعتبون عليه سوء أدبه مع الخالق سبحانه، ظن كثير منهم أنه سيبدي نوعا من التراجع أو يقول مثلا "لقد فهمتم كلامي خارج سياقه" أو نحو هذا من التلبيس الذي اعتدنا مثله من مثله، ولكن يبدو أن الرجل قد أبى إلا استكبارا وإيغالا في الإثم والعدوان، فما كانت مقالته التالية بنفس الجريدة إلا زيادة في الجرم وتأكيدا على هذا الاجتراء وترسيخا لشناعته الأولى، فهو ما زال يرى أن هذا الأثر النبوي "يؤدى إلى تشاؤم الركاب، وخوفهم، وربما فزعهم!"، يقول ذلك في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق الموحى إليه، ثم تناقض مع نفسه وأبان عن مكنون صدره، وبعد أن كان يطالب بتبديل آية مكان أخرى مال في آخر كلامه إلى أن الأمر برمته قد يمس أولياءه بسوء أو يجرح مشاعرهم "النبيلة"، إذ أن "هذه الطائرات يركبها أجانب، ليسوا مصريين، ولا مسلمين، ويركبها مصريون غير مسلمين!"
لن أقول "فاجأنا" جودة حينما كتب مقالته الشنيعة هذه وتلك التي أظهر فيها "ذوقه الرفيع" للمعاني والتراكيب، و"حسه المرهف" نحو الكلمات ومواضعها حتى أدى به ذلك إلى رد آيات قرآنية مباركة واستهجان كلمات نبوية بليغة، ونفي المفاجأة هنا ليس استصغارا لجرمه أو تقليلا من شناعته بل لاعتيادنا في الآونة الأخيرة على مثل هذه النوعية من التوجهات الصادمة عقائديا وسلوكيا وفكريا من أجل حفنة من الأموال أو إحراز منصب من بعد منصب –وإلى الله المشتكى-، كما لا أريد أيضا أن يفهم القارئ الكريم أنني أنتقد مقالا بعينه أو أرد على كاتب محدد، بل هو الألم الذي دفعني لكتابة هذه الكلمات، ألم وغصة نجدها جميعا حينما نلحظ استشراء روح التعالي والاجتراء على دين الله وجعله قرينا "للوصول".
لن أخفي عليك أيها القارئ الكريم حيرتي وأنا أهم بالكتابة في هذا الموضوع، وليست الحيرة بسبب صعوبة الرد ولكن الحيرة حقا تصيبك حينما تسأل نفسك ما الدافع يا ترى من وراء هذا الكلام؟ وكيف تفتق ذهن هذا النابغة عن ذلك الفهم والإدراك؟ وما الذي أهل نفسية هذا الرجل ليتعامل مع القرآن والسنة بأسلوب المتبضع في السوق فينتقي هذه ويلفظ تلك؟ وكيف سولت له نفسه أن يجترأ على الله ورسوله وأن يصدم المسلمين -وهو يرى أنه منهم- بمثل هذا الكلام القبيح وفي الوقت ذاته يبلغ به اللطف مع غير المسلمين مبلغه؟ وما الخلفيات والمعطيات التي تراكمت لدى هذا الكاتب -في مراحل تعليمه ونشأته المجتمعية وتربيته الأسرية- حتى يُخرج لنا قلمه هذا العفن؟ -بالطبع لو أنه قرأ هذا الكلام لعاب عليّ هذه اللفظة بعد ما عاب على القرآن والسنة ولكنها الأليق في تقديري لأفكاره- وما هو التسويل الذي بُذل معه ليقنعه بأنه "كاتب" يُقرأ له ويستقطع الناس من أوقاتهم ليطلعوا على نتاج فكره "الثمين" وخلاصة "عقله" الراجح؟
ورحت أسأل نفسي أسئلة:
أهو سلوك رجل عالماني؟ فأجبت نفسي أن "لا"، فالعالمانيون ينادون بفصل الدين عن الدولة واحترام الدولة المدنية التي ليس في تشريعاتها شيء من نور الوحي، ثم هم لا يتدخل غلاتهم في تفسير الدين ونصوصه –خاصة ما لا يتعارض مع دعوتهم- ويتركون هذا للمضللين من أذنابهم، والمتأنقون منهم ينادون "باحترام" العقائد كلها مع تنحيتها عن حياة المجتمع إلا في دور العبادة والحياة الخاصة، ولكن هذا الرجل تدخل وفسر وحكم واختار واستدرك على الله في كلامه وما أبدى مع رسوله –صلى الله عليه وسلم- أدبا.
أهو ناقد أدبي تعلم على يد أساتذته في "السربون" وتأثر بنظرياتهم في نقد النصوص ولو كانت إلهية كما كان طه حسين مثلا متأثرا بهم؟ لا، لا يبدو عليه أثر ذلك؟
ثم هو ليس بصاحب دعوة ما –وإن باطلة- لتقارعه الحجة بالحجة والدليل بالدليل، وتناقشه مناقشة علمية منهجية، إذ أنها مجرد "خواطر" عفنة –مرة أخرى- لا تستحق أن تكتب ولا أن تناقش ولا أن يرد عليها لولا أنها نشرت وقرأها الملايين، وكأنه يراد لهذه الأمة أن تظل مشغولة دائما تدافع عن نفسها أمام كل من يلقي علينا بحجر -وما أكثرهم- أو يؤذينا بنباحه -وما أحرصهم-.
أهو ممن يكرهون كل شيء إسلامي أو متأثر بالإسلام؟ كاللحية والنقاب ومناظر المصلين وحتى المحجبات حجابا متبرجا؟ ربما، إذ أنه مال في آخر مقاله إلى "حذف" هذه الآيات من قاموس حياتنا التي يشاركنا فيها غيرنا حفاظا على أحاسيسهم، فحقهم يقتضي –على مذهبه- إلغاء الأذان وتكبيرات العيد والشعائر الظاهرة.
أم هو جهل الإعراض الذي يعشش في عقول المتفيهقين المتعالمين بعدما عشش الفساد في قلوبهم؟ فقد أعرض قبله أهل الجاهلية الأولى، ولا تقل لي كيف يكون جاهلا وهو رجل كاتب ذو قلم على أي حال؟! ألم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه من علامات الساعة (أن يفشو القلم ويكثر الجهل) وأن (ينطق الرويبضة وهو الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) وما أكثر رويبضات العصر! وهذا واحد منهم، وكم من أميّ حاز درجة الدكتوراة وهو لا يستطيع حتى أن يقرأ الفاتحة بطريقة صحيحة.
ولقد لمست من هذا الرجل في أول الأمر جهلا بأن ما سمعه هو أدعية موظفة في موقف السفر إذ هو يبدي اعتراضه على "الاختيار" فقط، فكلها آيات وكلها أدعية على حد علمه، وإلا فلو علم أن هذه الآية وهذا الحديث الذي اعترض على اختياره إنما الذي اختاره هو النبي المعصوم نفسه -صلى الله عليه وسلم-، وأنه اختاره بوحي من الله الحكيم سبحانه (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) وليس من اختيارات مسئولي الطيران لكان له موقف آخر، من يدري؟ ربما.
إلا أن الكاتب أبى إلا أن يضيع علينا أية فرصة فنحسن به الظن ونرقيه لمرتبة "الجهل"-خاصة حينما كتب المقال التالي-، فهو إذا ليس جهلا بسيطا "فقدان المعرفة" ولا جهلا مركبا "المعرفة الخاطئة" بل هو نوع حديث قديم من الجهل, يسأل عنه أبو جهل.
وماذا يعيب هذا المسكين على قول من أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم وهو يستعيذ بالله –يطلب الحماية من الله الرحمن- من "كآبة المنظر" و"سوء المنقلب" فترك الاستعاذة وما فيها من التجاء إلى الله وتوكل عليه واستعانة به وعاب لفظ المستعاذ منه؟ منطق غريب وهل ترك الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم في صلاته وقراءته مثلا لأن الشيطان قبيح المنظر–في الصورة الذهنية لديه-؟ أولأن الرجم أمر مؤلم؟ ما هذه العقول؟!
ووالله إن إيمان وتسليم العجائز من نساء المسلمين الريفيات الأميات في النجوع النائية لهو أنقى وأقوى عند الله تعالى –فيما نعتقد- من هذا الرجل وأمثاله ممن حازوا على لقب "كاتب صحفي" أو "دكتور" أو "مفكر"، إذ ليس متصورا من أحد ممن يدينون بالإسلام أن يظن -فضلا عن أن يدعو غيره إلى أن يظن- أن من القرآن آيات أو من السنة أحاديث لها تأثير مشؤوم ومعاني مخيفة مفزعة ووقع سلبي على نفسية المستمع، ولكن هذا "الكاتب المرهف" رأى ذلك.
ولو كان هذا الرجل يعيش في دولة من الدول التي توصف بأنها "قمعية" ثم انتقد زعيمها بسبب لفظة قالها في خطاب سياسي لفعلوا به وفعلوا –وإن كان محقا- ولما اجترأ أحد على طلب العفو عنه بسبب "جهله"، فما بالنا وهو يعيب على الخالق ورسوله؟ وما بالنا وهو مخطأ في تصوراته المنكوسة؟
أيها الكاتب ومن عاونه ومن على شاكلته (ما لكم لا ترجون لله وقارا)؟
كيف لنا وقد اجترأتم على الله ورسوله- يا من تحملون أسماء إسلامية- أن نعيب على غير المسلمين من الأعداء المزيفين للحقائق، ووالله لقد جاوزتم مدى أحلامهم، فهم ينكرون أن القرآن كلام الله وأنتم تثبتونه ولكنكم تعيبون على الله كلامه، بلى! سندافع عن كلام الله وسنة رسوله أمام انتحال المبطلين واجتراء المنافقين ما جرى فينا قطرة دم.
إن القرآن جعله الله نورا وهداية وحياة فقال فيه من أنزله (هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) وقال (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) وقال (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، ولكن صاحبنا جعل بعض آياته تأبينا مفزعا وشؤما محدقا، سبحانك ربنا! لا تهلكنا بما قال المبطلون.
ثم لا تستغرب أيها القارئ من هذا التعلق الشديد بالدنيا وخوفه من كل ما يذكره بالآخرة والرجوع والانقلاب إلى الله، فالقوم لديهم موازينهم الخاصة بهم التي تعارض ما يعرفه عامة المسلمين وليس "المتطرفين" فحسب.
ولا تظن -أيها القارئ الكريم- أن هذا خطأ عابر لشخص ليس له وزن، فخلفه جيش ممن لم يجدوا حرجا في نشر هذا العفن، وإنه لمن المخزي أن يكون من صف له المقال وراجعه ونشره ووافق على نشره كلهم أناس يحملون أسماء إسلامية في الغالب، وخلف كل هؤلاء جريدة تباهي بأنها من الصحف الأكثر توزيعا في مصر لنسختها المطبوعة –بخلاف النسخة الإلكترونية-، وهذه المؤسسة ليس غريبا عليها مثل هذا المقالات العفنة لكتاب مأجورين أو ضلال أو بأحسن أحوالهم جهال، وهذا الرجل أصبح مؤخرا –بعد تحركات مريبة- رئيسًا لتحرير الدستور خلفًا لـ''إبراهيم عيسى''، ولم تكن الدستور أفضل حالا من المصري اليوم كما لم يكن سلفه فيها أفضل منه حالا. وكلهم في العبث سواء.
لقد كان المنافقون يطعنون في فهمنا نحن للدين ويدافعون عما يسمونه "صحيح الدين" و"الإسلام المعتدل" في مواجهتنا نحن الذين رمونا بالمتطرفين والمتحجرين والرجعيين والمتشددين والمسيئين للدعوة الإسلامية إلى هذه القائمة التي اعتدناها، وقد آثرنا دوما عدم الرد عليهم دفاعا عن أشخاصنا وذواتنا والتركيز على القضية والمنهج والدليل -وعند الله تجتمع الخصوم-، ولكن في هذه الحالة ما أصبحت التهمة لأفهامنا التي يدعونها "سقيمة" في فهم كتاب الله، بل التهمة لكلام الله تعالى والذي رأه الرجل مفزعا مخيفا –أستغفر الله- ، ولم تعد القضية حجية الاستدلال بالسنة، بل التهمة أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم غير لائق أصلا ويورث الشؤم –وحاشاه-.
والخلاصة أن الظاهرة التي نحن بصددها لا تتوقف على اسم بعينه ولا كاتب بشخصه ولا مؤسسة محددة، بل هو تيار متنامٍ وآخذ في الانتشار، يضرب في الصميم غير آبه بمشاعر الناس فضلا عن أن يكون معظما لحرمات الله –فهذا شيء مضى عهده- ، يجمعهم جميعا كل أو بعض هذه الصفات "تافه متعالم، يهاجم الإسلام وثوابته والعاملين به، مجترأ على الله ورسوله باسم الحرية، جاهل وسطحي، ذو منطق مقلوب، مضلل يجيد التلبييس، خائن متمكن، كاذب مصَدّق، ذئب متباكي" هذه هي خلطة النجاح –في موازينهم- التي بها ينالون ويتبوَّؤون ويتصدرون وبها في أرض الله يفسدون، والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل. (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ).
وإلى كل كاتب –بل لأنفسنا وكافة المسلمين- نوجه كلامنا ناصحين بتحري رضى الله تعالى مالك يوم الدين في القول والعمل وأن يعلم أن الكلمة المنطوقة والمكتوبة هي من كسب الإنسان (كل ذلك كان عنه مسئولا) وأنه قد يدخل الرجل الجنة بكلمة من رضوان الله تعالى لا يلقي لها بالا، وقد يدخل النار بكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا أيضا، وأن من الناس ناس ظنوا أنهم غير مؤاخذين على ما يقولونه بألسنتهم فكبهم الله على وجوههم يوم القيامة حصائد ألسنتهم، وأنه اجترأ أقوام من اليهود على الله بكلمة فكانت السبب في أن يحكم فيهم رب العزة سبحانه (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا)، وأنه قد ذكر الله لنا في القرآن أن أناسا كفروا بالله لا لأنهم استهزؤوا بكلام الله ولا عابوا على رسوله لفظا بل فعلوا أهون من ذلك فسخروا ممن وعوا كلام الله وكلام رسوله-وحسبوه هينا وهو عند الله عظيم-، فقال الله تعالى في حقهم (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)
وما من كــاتب إلا سيفنى … ويَبقى الدهرَ ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شىء … يسرك في القيامه أن تراه
وأخيرا –أيها القارئ الكريم- فينبغي أن يكون لك دور في محاربة منابر الاستهزاء بالله ورسوله، ولا أقل من مقاطعة مثل هذه الصحف التي تفسد ولا تصلح وتهدم ولا تبني فهم (ما قدروا الله حق قدره) وما عظموا ما عظم الله ورسوله، ولإن كان نصيبهم من الذكرى الاستهزاء والسخرية ومحاربة رب الكون فليكن نصيبهم منك الإعراض عنهم ومقاطعتهم (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.