السؤال:
لا أصف نفسي بأنني مذهبي؛ بل أقول إنني لا أسير إلا خلف الدليل.
ولكني أقرأ عن علمائنا القدامى أن منهم من كان شافعيًا كالنووي، أو مالكيًا كابن العربي، أو حنبليًا كابن رجب، وهكذا، وسؤالي هو:
هل يمكن أن يزعم أحد إذن أن الدعوة إلى اللامذهبية فيها تنكّب لطريق أولئك الأسلاف العظام، فلو كان خيرًا لسبقونا إليه؟
فإن قيل: إن تلك الدعوة تعني الرجوع إلى منهج الصحابة الذين لم يكونوا بالتأكيد حنفيين ولا شافعيين ولا غير ذلك، ألا يقال حينئذ: إذن لماذا لم يتبنَّ أولئك العلماء مثل تلك الدعوة؟ أم أن العصر الذي نعيشه الآن قد فرض ظهور مثل تلك الدعوة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فليس في عدم المذهبية مخالفة لطريقة السلف، وإن كان هؤلاء قد تمذهبوا؛ فإن التمذهب مع عدم التعصب والتزام الحديث عند ظهوره جائز ليس بلازم ولا محرم، وأنا لا أتبع مذهبًا بعينه اتباعًا للسلف الصالح من القرون الثلاثة الأولى قبل ظهور المذاهب، وهؤلاء العلماء إذا فعلوا أحد الأمور الجائزة لم يكن هذا إثمًا ولا بدعة، وكذلك لم يكن ملزمًا لمن بعدهم.
راجع كتاب "فقه الخلاف بين المسلمين".
صوت السلف www.salafvoice.com