السؤال:
نسمع بعض العلماء يقول: الحسن ما حسنه الشرع، والبعض الآخر يقول: الحسن ما حسنه العقل، فأيهما الصواب؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالعقل يدرك الحسن من القبيح في الأمور الإجمالية، أما تفاصيل الأمور فالشرع هو الذي يبين حسنها وقبيحها.
وعلى كل حال فالحسن الذي يثاب عليه والقبيح الذي يُعاقب عليه هو ما بينه الشرع، فالعقل وإن أدرك الحسن من القبيح في كثير من الأمور؛ إلا أنه لا ثواب ولا عقاب إلا بمخالفة الشريعة.
وهناك طرفان ووسط في هذه القضية:
هناك طرف -وهم المعتزلة- يقولون: العقل يقبِّح ويحسِّن، ويوجب ويحرِّم، ويثاب ويعاقب بمقتضاه ولو لم تأتِ شريعة.
وهناك طرف على النقيض -وهم الأشاعرة- يقولون: العقل لا يعرف حسنـًا من قبيح إلا أن يأتي الشرع بذلك، وقبل ورود الشرع لا حَسن ولا قبيح، وكلاهما بمنزلة واحدة، وهذان المذهبان لا شك في بطلانهما.
أما الوسط في ذلك -وهو قول أهل السنة-: أن العقل يعرف الحسن من القبيح فى الأمور الإجمالية، فيعرف مثلاً حسن التوحيد، وقبح الشرك، وحسن الصدق، وقبح الكذب، ولكن لا ثواب ولا عقاب إلا بعد أن يأتي الشرع.
صوت السلف www.salafvoice.com