السؤال:
كثر الكلام عن موافقتكم للشيعة في القول بأن إجماع أهل البيت حجة، فما الجواب؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذه المسألة خلافية عند أهل العلم، والقول بأن إجماع أهل البيت حجة قول طائفة من أهل السنة، وكونه قول الشيعة لا يعني بطلانه بذلك، بل لابد من البحث عن الدليل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الفتاوى (28/493): "وقد تنازع العلماء من أصحاب الإمام أحمد وغيرهم في إجماع الخلفاء، وفي إجماع العترة: هل هو حجة يجب اتباعها؟
والصحيح أن كليهما حجة؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني)، وهذا حديث صحيح في السنن، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ، لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي، أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ اللهِ، حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، وفيه نظر، وكذلك إجماع أهل المدينة النبوية في زمن الخلفاء الراشدين هو بهذه المنزلة" انتهى.
وكفى بهذا النقل وترجيح شيخ الإسلام له في الرد على من جهل مذاهب أهل العلم، ومواطن الاختلاف والاتفاق.
صوت السلف www.salafvoice.com