أحبب من شئت فإنك مفارقه
فهل علم المحبون أنه لابد من فراق بعد الاجتماع؟
وما الذي أعدوه لهذه اللحظة؟
وهل أيقن ذلك من عاش حياته يُغني للمحبوب في ليله ونهاره، وفكرُه وكلامُه في العشق والغرام والحب والهيام؟
وهل أدرك ذلك من عبد محبوبه من دون الله وعصى ربه بسببه؟
كيف يكون الحال إذا جاء وقت الرحيل وشخصت الأبصار وظن أنه الفراق، والتفت الساق بالساق، إلى ربك يومئذ المساق، وانتقل الإنسان من دار إلى دار، وعاين الموت وسكرته، والقبر وظلمته، قبور خرقت الأكفان، ومزقت الأبدان، مصت الدم، وأكلت اللحم؟
تُرى ما صنعت بهم الديدان؟
محت الوجوه، وكسرت الفقار، ومزقت الأبدان، وأبانت الأشلاء.
كم من ناعم وناعمة قد أصبحت وجوههم بالية، وأجسادهم عن أعناقهم نائية، قد سالت الحُدق على الوجنات، وامتلأت الأفواه دمًا وصديدًا، ثم لم يلبثوا إلا يسيرًا حتى عادت العظام رميمًا!!
تفكر وتدبر إذا قامت الخلائق لفصل القضاء، واحْتَجْتَ حسنة تكون بها نجاتك غدًا، فضن بها المحبوب!
)يوًم يفٌرٍَ الًمرًءٍ مٌنً أخٌيهٌ * وأٍمٌَهٌ وأبٌيهٌ * وصاحٌبتٌهٌ وبنٌيهٌ * لٌكٍلٌَ امًرٌئُ مٌَنًهٍمً يوًمئٌذُ شأًنِ يغًنٌيهٌ(
حمل الكتاب