تهنئة اليهود بقيام دولتهم أو شعائرهم
السؤال:
ما حكم قيام البعض بإرسال برقيات التهنئة لأركان الحكم اليهودي مع حلول موعد إنشاء كيانهم في فلسطين، أو أية مناسبات مماثلة سواء كانت وطنية أو دينية يهودية؟
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فتهنئة الكفار المغتصبين لبلاد المسلمين بذكرى قيام دولتهم الكفرية هو إعلان بالفرح والسرور لحصول هذه المصيبة بالمسلمين، وهذا من أعظم مظاهر الموالاة لهؤلاء الكفار من اليهود، أو من شابَهَهُم من النصارى والمشركين المحتلين لبلاد المسلمين، وقد قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ . وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ . إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) (المائدة:51-56).
فأقل درجات هذه التهنئة تغليظ التحريم، بل حقيقتها الكفر -والعياذ بالله- لمن استحضر معنى الفرح بقيام دولتهم على أرض فلسطين المغتصبة، أو بُيـِّنَ له لازم تهنئته فالتزم ذلك وأصر عليه.
وكذا في الحكم: تهنئتهم بأعيادهم الدينية، التي تدل وترمز إلى عقائدهم الفاسدة، أو عبادتهم المبتدعة، أو المنسوخة في أحسن الأحوال، وإن كان كثيرٌ من المسلمين قد يجهل هذه اللوازم من إقرار الكفر والرضا به، فلابد من البيان والتعليم وإقامة الحجة قبل تكفير المعين.