الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
ما أعظم المسئولية الملقاة على عاتق الدعاة إلى الله،لاسيما هؤلاء الذين وثقت فيهم الأمة، واعتبرتهم من هؤلاء الذين متى علقت في رقبتهم الفتوى أصبحت سالما. وعلى الرغم من خطأ هذا المسلك إلا أنه يضاعف المسئولية على من كان كذلك. وهذه القضية التي نحن بصددها هي خير شاهد على ذلك، بمجرد أن أدلى الدكتور يوسف القرضاوي بتصريحات نقض فيها حاضر الشيعة وتاريخهم، إذا بكثير من الدوائر تنقل عنه، وكأنما اكتشفوا اكتشافا جديدا، نشر الخبر في جريدة "المصري اليوم" عدد السبت 2/9/2006، ونقلها عن موقع العربية نت ثم نقله موقع الجماعة الإسلامية.
وها نحن ننقله لكي نقدم اعترافا من أحد ابرز دعاة التقريب بين السنة والشيعة في زماننا بما عند الشيعة من أباطيل في العقيدة، وبما يكنون للسنة من عداء، مع التأكيد على أننا رغم ترحيبنا بما في هذه التصريحات من مصارحة للناس بحقيقة الشيعة واقعا وتاريخا، إلا اننا ما زلنا نختلف مع الدكتور القرضاوي في بعض ما جاء في هذه التصريحات من الدعوة إلى ألا يبشر أحد من السنة والشيعة إلى مذهبه في بلاد المذهب الآخر، بعد ما صرح بوجود أقوال عندهم تقول بتحريف القرآن، وبأنهم يتقربون إلى الله بسب الصحابة ولعنهم، فهل نترك عوام الشيعة يعتنقوا القول بنقض القرآن فيكفروا؟ وهل نقدم أعراض الصحابة ثمنا لتحالف سياسي ضد القوى الاستعمارية؟
إن الدولة العثمانية تركت فتوحات أوربا وانشغلت بالحرب مع الدولة الصفوية في ايران لكي تمنع سب الصحابة على منابرهم، ورأت في ذلك أعظم جهاد في سبيل الله.
وغني عن الذكر أن تصريحات الدكتور يوسف القرضاوي شملت قضايا كثيرة على ما نشر في جريدة "المصري اليوم"، ونحن نقتصر على ما يخص قضية الشيعة منها من التقرير الذي اختصرته "العربية" من مقال "المصري اليوم"
جاء في التقرير "حذر الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي من اختراق الشيعة لمصر، منبهاً إلىأنهم يحاولون نشر مذهبهم في مصر لأنها تحب آل البيت وبها مقام الحسين والسيدة زينب ووصف في الوقت نفسه حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيعي "بالمتعصب" لمذهبه ولكنه أشاد به رغم ذلك معتبرا أنه أفضل من غيره من المتخاذلين القاعدين.
وأكد في لقائه السنوي بالصحفيين الذي عقده صالون إحسان عبد القدوس مساء الخميس الماضي، أن الشيعة أخذوا من التصوف قنطرة للتشيع، وأنهم اخترقوا مصر في السنوات الأخيرة من هذا الجانب، بحسب تقرير لصحيفة "المصري اليوم" كتبه الزميل محمد عبد الخالق مساهل اليوم السبت 2-9-2006.
وقال القرضاوي: " أدعو إلي التقريب بين المذاهب، وأؤيد حزب الله في مقاومته، ولكن لا أقبل أن يخترقوا بلادنا، محذراً من وقوع مذابح مثلما يحدث في العراق بين السنة والشيعة إذا حدث اختراق كبير شيعي لمصر، فيجب أن نكون علي يقظة".
وأضاف: "حسن نصرالله لا يختلف عن الشيعة المتعصبين، فهو متمسك بشيعته ومبادئه، ولا يمكن أن ننكر هذا، ولكنه أفضل من غيره من القاعدين والمتخاذلين".
وذكر القرضاوي لقاءه كبار المسؤولين في إيران، مشيراً إلي أنه" طلب منهم ضرورة الكف عن الكلام بأن القرآن ناقص فأغلبهم يؤمنون بأن القرآن كلام الله ولكن يقولون هذا ليس القرآن كله وقالوا إن مصحف فاطمة كان ضعف هذا المصحف".
وقال "طالبتهم بالتوقف عن سب الصحابة، فهم يتقربون إلى الله بسبهم ولعنهم وأنه لا ينبغي أن يبشر أحدنا بمذهبه في البلاد الخالصة في المذهب الآخر، وأن التقارب ليس معناه أن يتحول السُني إلى شيعي ولكن نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه".
ودعا القرضاوي إلى وقوف السُنة والشيعة، في جبهة واحدة ضد عدوهم المشترك قائلاً: "موقفنا بأننا لا نسمح باختراق المذهب الشيعي لنا ولكن المواجهة للقوى الاستعمارية شيء آخر".