الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 18 فبراير 2025 - 19 شعبان 1446هـ

أثر العربية في نهضة الأمة (1)

كتبه/ ساري مراجع الصنقري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد رأيتُ أن أكون في مقالاتي هذه منصفًا، غير متعصب لرأي أو فكرة، حتى إن كنت مدافعًا عن العربية، متحمسًا لها.

وأحببتُ أن يكون حوارًا مشتركًا بين جميع أبناء الأمة:

أولًا: المهتمون بقضايا اللغة العربية، من: أساتذة، ونقاد، وأدباء، ومفكرين، ومثقفين، وغيرهم.

ثانيًا: القائمون على اتخاذ القرار في بلادنا العربية.

ثالثًا: الجيل الناشئ، وهو جيل يقع بين المطرقة والسندان، فهناك من يناديه بضرورة أن تكون العربية أصلًا في ثقافته وتفكيره، وهناك مَن يعزم على أن يتخذ القرار بأن يجعلها في هامش دراسته ومنهج حياته.

رابعًا: القائمون في بلادنا العربية على وسائل الإعلام، وكتابة الجرائد والمجلات، والكتابة في المواقع الإخبارية، وغيرها، بشتى أنواعها.

خامسًا: عامة الخاصة، أو أنصاف المثقفين، وهم فريقان: فريق يعترف بعدم نضج ثقافته وفكره، وأنه في حاجة دائمة إلى البحث والقراءة والتعلم حتى يصل إلى أوج النضج الثقافي والمعرفي، مع قناعته واعتقاده بأنه لا بد له من أن يكون مع المحبرة إلى المقبرة، وهذا فريق ممدوح. وفريق آخر يوهم نفسه والآخرين بأنه وصل إلى أوج النضج الثقافي والمعرفي مع أنه لا يزال يحبو في أول الطريق، فيظل يحبو حتى يأخذ نصف العلم ويترك النصف الآخر، ومن ثم يكتفي بما قرأ وبحث وتعلم، وبعد ذلك يتعالم ويدعي المعرفة الناضجة، وهذا فريق مذموم.

سادسًا: عامة الناس ودهماؤهم.

وكي نضع أيدينا على الجرح، ونتلمس له الشفاء، ولا شافي إلا الله -سبحانه-، ينبغي على الجميع -وذكرنا أنه حوار مشترك- أن يجيبوا عن الأسئلة الآتية:

السؤال الأول: هل يدرك الجميع مدى أهمية اللغة العربية الفصحى في دراسة ماضينا، ومعايشة حاضرنا، ونهضة مستقبلنا؟

السؤال الثاني: هل من بيننا من عنده الوعي الكافي بأهمية الفصحى، كي يداوي الجروح، ويبث فينا الروح؟

السؤال الثالث: هل يتفق الجميع على ضرورة وضع العربية الفصحى في مكانها المناسب لها؛ لتحقيق الغاية المأمولة منها في نهضة الأمة، وجمع شتاتها، وإحياء رفاتها؟

السؤال الرابع: هل تمثل العربية -في نظرنا- الحبل المتين، الذي يصل بين أبناء الأمة العربية، مهما اختلفت أماكنهم ومذاهبهم؟

السؤال الخامس: هل احتاجت الأمة العربية إلى العربية الفصحى كي يستمر التواصل اللغوي بين أبنائها، من القديم إلى الحديث؟

السؤال السادس: هل هذا الثبات اللغوي للغة العربية الفصحى بين لغات العالم -والذي يستعصي على قانون تطور جميع اللغات- بمثابة علامة فارقة لها، أو هو سوء يعتريها؟

السؤال السابع: إن كان ثباتها يميزها عن سائر اللغات، فهل يليق بنا أن نتنازل عنها؟

السؤال الثامن: هل دخولنا اللغة العربية يستلزم خروجنا من اللغات الأخرى، وإيماننا بها يوجب الكفر بغيرها، فكأنه لا يستقيم لنا الجمع بين لغتين وأدبين؟

السؤال التاسع: هل اللغة العربية في خطر في ظل تأثير متغيرات الحداثة والعولمة، وبناءً عليه يجب حمايتها وتعريب الحياة الفكرية والثقافية في العالم العربي؟

السؤال العاشر: ما مظاهر ضعف اللغة العربية بين أبنائها، وما الأسباب التي أدت بهم إلى هذا العجز، وما علاج هذا الوهن؟

فلا شك أن الجواب عن هذه الأسئلة، بإنصاف وصدق، يؤدي بنا إلى استكشاف الموضوع من جميع زواياه، واستدراجه من مكامنه، وإظهار معضلاته وخباياه، مما يصل بنا إلى نتائج مقنعة، تعيننا على إيجاد الحلول الوافية، واتخاذ الأدوية الشافية.

وإلى اللقاء في المقال القادم -إن شاء الله-.

ونسأل الله -جل في علاه- أن يلهمنا الرشد والصواب.