كتبه/ طلعت مرزوق
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد جاء نبيُّ الله موسى بن عمران -عليه السلام- بالإسلام بمفهومه العامِّ، الذي يعني الاستسلامَ لله وحده، وهو دينُ الأنبياء جميعًا -عليهم السلام-؛ ففي الحديث المتفق عليه: (الأنبياءُ إخوةٌ لِعَلَّاتٍ، دِينُهم واحدٌ، وأُمَّهاتُهم شَتَّى).
أما الإسلامُ بمفهومه الخاصِّ، فيشترك مع كافة الشرائع بالتوحيد والأصول، ويختلف معها في بعض الشرائع: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) (المائدة: 48)، (وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) (آل عمران: 50)، (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَ?نِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا) (مريم: 26)، (أُحلّتْ لنا ميتتانِ ودمانِ) (رواه أحمد، وابن ماجة، وصححه الألباني)، (رُفِعَ عن أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكْرِهوا عليهِ) (رواه ابن ماجة، وصححه الألباني).
فاليهوديةُ الحاليةُ باطلةٌ، مُحرَّفةٌ عن الدين الحقِّ الذي جاء به نبيُّ الله موسى بن عمران -عليه السلام-.
ومِن صور تحريف العقيدة عند اليهود:
- نسبة الابن لله -تعالى-: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ) (المائدة: 30).
- الشركُ في العبادة كاتخاذ العجل.
- فسادُ اعتقادهم في الأنبياء، وخاصةً نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، ونبيِّ الله عيسى -عليه السلام-.
- فسادُ اعتقادهم في الملائكة، واليوم الآخر.
- الجرأةُ على الله -سبحانه-، والقولُ عليه بغير علم.
هذا وتُطلق التوراةُ الموجودةُ اليومَ على الشريعة المكتوبة، كما يُطلق التلمودُ على الشريعة الشفهية.
وتشتمل التوراةُ على خمسة أسفار (كتب):
- سفر التكوين.
- سفر الخروج.
- سفر اللاويين.
- سفر العدد.
- سفر التثنية.
وقد أثبت العالِم الفرنسيُّ موريس بوكاي في كتابيه: (أصل الإنسان) و(التوراة والإنجيل والقرآن) وجودَ أخطاء علمية في التوراة والإنجيل، وعدمَ تعارض القرآن مع العلم الحديث وحقائقه، بل سجَّل تفوقَ سبقه العلمي بألف وأربعمائة عام.
ومِن صفات اليهود وأخلاقهم:
- الكبر: (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى? أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) (البقرة: 87).
- الحسد: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) (البقرة: 109).
- الظلم: (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا) (النساء: 160).
- كتمان الحق: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ? وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة: 146).
- تحريف الكَلِم عن مواضعه: (مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ) (النساء: 46).
- الخيانة والغدر: وكان الغَدرُ الأكبَرُ من بني قُرَيظةَ يَومَ الأحزابِ)
- سوء الأدب: (لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ) (آل عمران: 181).
- احتقار الآخرين: (ذَ?لِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) (آل عمران: 75).
- السعي في الفساد: (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (المائدة: 64).
- إثارة الفتن والحروب: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ) (المائدة: 64).
- قسوة القلب: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَ?لِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) (البقرة: 74).
- أكل الربا: (وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ) (النساء: 161).
وللحديث بقية -إن شاء الله-.